من محاولة إغتيال القطاعات الإنتاجية الى تدمير المؤسسات العامة؟
كتب د. فؤاد زمكحلفي “الجمهورية“:
مَن من اللبنانيين لن يحتاج أو حاول إنجاز أي معاملة في شتّى وزارات الدولة اللبنانية، فلم يعد سراً الفوضى الضاربة أطنابها والبطء في تخليص اي معاملة رسمية. فقد أصبح نادراً إيجاد موظفين عامين في مكاتبهم، إضافة إلى إنقطاع التيار الكهربائي، وحتى النقص في الأوراق والأقلام والحبر غير المتوافر أصلاً، مما يشلّ البلد نهائياً، فاتحاً المجال للمعاملات السوداء والمشبوهة.
بعد إستراتيجية ضرب وإغتيال كل القطاعات الإنتاجية، المالية والتجارية والصناعية والخدماتية والصحية والزراعية، تتجّه الأيادي السود الآن إلى تدمير كل مؤسسات الدولة والوزارات التي كانت عاجزة أصلاً واليوم مشلولة نهائياً.
نسأل أنفسنا، ما هي الأسباب المبطّنة وراء هذه الإستراتيجية المدمّرة للذات؟ وماذا يُحضّر للبنان واللبنانيين من وراء الستار؟ ولماذا هذا التدمير المبرمج والممنهج؟ وما هي الرؤية الواضحة التي يتبعها أصحاب الحيلة؟
واقع الحال، إنّ جميع وزارات الدولة شبه متوقفة عن العمل، ولا سيما الوزارات السيادية مثل وزارة العدل، فبلد من دون عدالة وسلطة قضائية هو بلد غارق بالفوضى والمافيات. أما شل الوزارات الخدماتية فيعني شلذ العيش الكريم للبنانيين وجرّهم إلى أسفل درجات الذلّ.
كنّا نُحذر من أنّ الدولة لا تملك إمكانات لتأمين صيانة معدّاتها، فيما اليوم وصلت إلى حدّ لا تملك فيه حتى المواد التشغيلية لمحرّكاتها. إنّ هذا المشهد الأليم والدراماتيكي لم يشهده لبنان واللبنانيون حتى في أصعب أيام الحرب الاهلية، أو حتى أثناء العدوان وقصف بنية الدولة التحتية. فيا للأسف، هذه المرة، إنّ “القصف السياسي”، و”قصف المصالح”، و”قصف المحاصصة”، و”قصف الفساد” و”قصف الذات”، دمّر لبنان كما لم يُدمّره قبلاً.
علينا جميعاً أن نواجه هذه الحقيقة المرّة المبنية على هذه الوقائع، ونقرأ بين الأسطر، لنُحاول أن نفهم ما وراء هذا التدمير الذاتي، وهذه الخطة المبرمجة الهادفة إلى إزالة الإقتصاد الأبيض وكل القطاعات الإنتاجية، وحتى مؤسسات الدولة الركيكة، وتركيع لبنان وأبنائه.
أهناك خطة ممنهجة لأخذنا إلى مؤتمر تأسيسي جديد؟ أو مفاوضات تحت الضغط والقهر والعوز لإجبارنا على قبول ما لا يُقبل، والتوقيع على ما لا يُوقّع، وتغيير وجه لبنان وحتى تغيير اللبنانيين أنفسهم؟
أكرّر بفخر وشرف وشغف، إننا لم ولن نستسلم، وسنثابر ليلاً نهاراً ليس فقط من أجلنا، لكن من أجل أولادنا وأحفادنا وكل الإجيال المقبلة، إحتراماً لأجدادنا وتاريخنا الذي أحداً لا يمكنه حذفه إو إمحاءه.
مواضيع ذات صلة :
الأزمة الاقتصادية ضربت مكاتب استقدام العاملات المنزليات.. “احذروا”! | اللبناني الأول عالمياً من ناحية الغضب.. دولتي فعلت هذا! | هل يُنقذ الصّندوق السّيادي لبنان من الموت السّريري؟ |