رغم فقدان البصر.. طفلة لبنانية تحرز جائزة الإملاء في فرنسا
تفوقت الطفلة اللبنانية دوميتي نور الدين، البالغة 12 سنة، على زملائها في الدراسة، وحصدت جائزة المرتبة الأولى في إملاء اللغة الفرنسية في فرنسا، لتثبت عدم وقوف أي شيء في وجه الإرادة والعزيمة.
والجائزة التي فازت بها دومتي، تتوج جهداً كبيراً قام به والداها، كما يجسد التتويج إصرار الطفلة على تجاوز كل العقبات التي تواجهها.
وقال والد الفتاة، تمام نور الدين، وهو الصحافي الفرنسي من أصل لبناني، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “ابنتي تدرس في مدرسة للأطفال العاديين في فرنسا، أي ليست في مدرسة أصحاب الهمم”.
وأضاف نور الدين، أن ابنته المتوجة تقرأ وتكتب من خلال جهاز كمبيوتر بطريقة “برايل”، وتوجد في الفصل طابعتان خاصتان للورق؛ إحداهما من دون حبر لتتبع ما هو مكتوب عليها، والأخرى ليقرأ المعلم الحروف.
وأضاف الوالد الطموح والفخور بإنجازات طفلتهK “أنا ووالدتها نقوم بكل ما في وسعنا كي تكون ناجحة وسعيدة، وعندما علمنا بفقدانها البصر، وهي في عمر 17 شهراً، بسبب مرض السرطان الذي تسلل إلى عينيها.
وبعد فقدان الطفلة للبصر، سارعت والدتها إلى ترك وظيفتها في إحدى الصيدليات، وفتحت جمعية تعنى بهذه الحالات، كما أنها ركزت على إصدار قصص خاصة بفاقدي البصر، حتى تتم قراءتها عن طريق تقنية برايل”.
والجائزة التي حصدتها دوميتي ليست سوى ثمرة جهد كبير بذله والداها، ولأن الطفلة عملت أيضا بجد حتى تتفوق وتتجاوز العقبات. وقال الأب، “قررنا ألا ننجب أطفالا لآخرين، كي نتمكن من إتمام كامل واجباتنا أمامها وتسهيل مسيرة حياتها”.
وتشق الطفلة دوميتي طريقها في الحياة بخطى ثابتة، وهي محاطة برعاية والديها اللذين كرسا وقتهما من أجلها، إضافة الى جديها المقيمين على مقربة منها في فرنسا.
وأضاف الأب، “والدي البروفيسور عصام نور الدين المحاضر في اللغات يعمل بكل طاقته على تثقيف ابنتي”، مشيرا إلى أن الطفلة تمارس عدة هوايات؛ من بينها الموسيقى والسباحة.
وأوضح تمام، “طموحها كبير، أتمنى أن تحقق ما تتمناه، وأن تثبت للعالم أجمع أن النجاح يحتاج إلى قوة إرادة، وأدعو جميع أهالي أصحاب الهمم أن يقفوا إلى جانب أولادهم، وأنا متأكد أنهم سيتفاجؤون بقدراتهم”.
واستطرد الأب، “لديهم قوة خفية وقدرة هائلة لا تحتاج إلا الاهتمام، وكم من عظماء تركوا بصماتهم في هذا العالم كانوا من أصحاب الهمم”.
وأردف، “كل الاطفال الذين يشبهون ابنتي بحاجة للرعاية كي يبرعوا، وطموحي هو أن أراها محامية أو استاذة جامعية، لكن دوميتي تقول إنها تحلم أن تكون أستاذة لمساعدة المكفوفين.
المصدر : سكاي نيوز عربية