التأخر في الوصول الى المواعيد… مرض أم سوء تقدير؟
بعض الأشخاص دائما ما يتأخرون عن مواعيدهم، وهي عادة قد تكون مزعجة للأشخاص المحيطين بهم، إلا أن هناك أسبابا تفسر ذلك.
وفي التقرير الذي نشره موقع “نيوزون” (Newzone) الفرنسي، تقول الكاتبة ميلين كليكزينسكي إننا جميعا لدينا في عائلتنا أو في دائرة أصدقائنا شخص لا يحترم مواعيده. ومع أنه يبذل جهدا لإعداد نفسه في أسرع وقت ممكن، إلا أنه لا يستطيع أبدا أن يكون جاهزا في الوقت المناسب.
بالطبع، قد يحدث أن يتأخر المرء عن مواعيده من حين لآخر، لكن لدى البعض التأخر عادة لا يمكن التخلص منها. فهل يوجد سبب حقيقي لهذه العادة المزعجة؟ هل التأخر عن المواعيد مرض أم مجرد سوء إدارة للوقت؟
هل يشير التأخير المتكرر إلى أعراض مرضية؟
ذكرت الكاتبة أن التأخر بشكل متكرر عن المواعيد يمكن أن يكون نتيجة مشكلة حقيقية، إلا أنه لا يوجد علم أمراض يشرح سببه. ووفقا لألكسندرا ريفيير ليكارت مختصة علم النفس الإكلينيكي، فإن عادة التأخير قد تكون اضطرابا سلوكيا. قد يبدو من الصعب على المتأخر وكذلك لمن حوله تقبّل حقيقة أن سوء إدارة الوقت مشكلة مرضيّة. وفي الحالتين، يمكن أن يكون لهذه العادة السيئة آثار سلبية حقيقية على حياة الفرد.
بالنسبة لعالمة النفس ماري جوهين “للبعض تصور سيئ للوقت. في المقابل، يبحث الآخرون عن دفعة الأدرينالين عند التأخير كطريقة لتحدي القواعد”. وهو تفسير أكده جيف كونتي الباحث في علم النفس بجامعة سان دييغو، الذي أوضح أن الأشخاص الذين يتأخرون بشكل منهجي لديهم “فكرة مختلفة عن الوقت مقارنة بالآخرين”.
وفي دراسة نُشرت في عام 2001 في صحيفة “وول ستريت جورنال” (Wall Street Journal) شملت أكثر من 180 شخصا من سائقي قطار الأنفاق، استنتج عالم النفس جيف كونتي أن “الأشخاص النشطين والتنافسيين يرون أن الدقيقة تعادل 58 ثانية. بينما يرى الأشخاص الأكثر استرخاء أنها تعادل دقيقة و17 ثانية.
سلوك يمكن أن يصبح مشكلة يومية
أكدت الكاتبة أن التأخير يرجع غالبا إلى الافتقار إلى التنظيم أو سوء إدارة الوقت. ويعتقد معظم الناس أن هذه العادة لا ترتبط بأي مرض؛ لذلك يجب أن يتعلم المتأخرون احترام مواعيدهم.
وفي الواقع، تكرار التأخير عن المواعيد يمكن أن يخلق مشكلة في حياة الشخص الذي لا يستطيع إيجاد حل لهذه العادة. وسواء تعلّق الأمر بحياتهم الاجتماعية أو المهنية، فإن التأخيرات المتكررة أمر غير مرحب به.
وفي العمل بشكل خاص، يكون احترام ساعات العمل أمرا إلزاميا. وحتى لو كان ممكنا تعويض الساعات الضائعة، فإن الالتزام بالمواعيد يظل ضروريا في الحياة المهنية. كما أن للتأخير آثارا سلبية على الحياة الاجتماعية.
أسباب التأخير المتكرر عن المواعيد
وفق ألكسندرا ريفيير ليكارت مختصة علم النفس الإكلينيكي ألكسندرا، فإنه يمكن تفسير العديد من أسباب التأخيرات اليومية. وإن كان التأخير لا يعد مرضا، إلا أنه لا يمكن نفي العوامل المسببة له.
على سبيل المثال، قد يمنعك الحرمان من النوم من سماع المنبه. وفي هذه الحالة، تتأخر في الاستيقاظ صباحا وتتوالى سلسلة التأخيرات. وقد يعود التأخير أيضا إلى قلة النظام، حيث يقضي البعض الكثير من الوقت في البحث عن أغراضهم قبل الخروج من المنزل خاصة بالصباح.
وقد يكون للتأخير أسباب نفسية أيضا؛ خاصة إذا لم يكن الشخص يريد الذهاب إلى موعد محدد وكان غير قادر على رفض الدعوة، حتى لو كان جدوله اليومي لا يسمح بذلك.
المصدر: الجزيرة
مواضيع ذات صلة :
ما سرّ إحساسنا أحيانا أن الوقت “يطير فعلا”! | قلم للترجمة في الوقت الحقيقي من “نيو يس” |