صور حصرية لـ”ناسا” واللون البنفسجي غطّى السماء.. هذا ما صنعته أكبر عاصفة شمسية
نشرت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” صورة مذهلة لأكبر عاصفة شمسية تعرض لها كوكب الأرض منذ عقدين نتيجة النشاط الشمسي.
وتم التقاط صورة التوهج الشمسي التي بدت مثل “نار ملتهبة” عبر مرصد ديناميكيات الطاقة الشمسية التابع لناسا.
وظهرت في الصورة مجموعة فرعية من الضوء فوق البنفسجي الشديد الذي يسلط الضوء على المادة الساخنة للغاية في التوهجات والتي تظهر باللون الذهبي والأبيض على شكل ثقوب.
وقالت وكالة الفضاء إن التوهجات الشمسية هي رشقات نارية قوية من الطاقة ويمكن أن تؤثر إلى جانب الانفجارات الشمسية على الاتصالات اللاسلكية وشبكات الطاقة الكهربائية وإشارات الملاحة وتشكل مخاطر على المركبات الفضائية ورواد الفضاء.
وقد تم تصنيف هذا التوهج على أنه توهج من درجة X3.9. حيث تشير الفئة X إلى التوهجات الأكثر كثافة.
وقد أدى انفجار كبير في قرص الشمس إلى إطلاق عاصفة مغناطيسية أرضية في الغلاف الجوي للأرض يوم الجمعة، حيث من الممكن أن تتداخل مع شبكات الكهرباء ونظم الاتصالات والملاحة، مع إمكانية استمرار تأثيرات العاصفة خلال نهاية الأسبوع وتأثيرها على المجال المغناطيسي لكوكب الأرض.
المشهد نادر
في المقابل، غطت أضواء العاصفة الشمسية “الشديدة” التي ضربت الغلاف الجوي سماء عدد من الدول في النصف الشمالي من الأرض، في مشهد وصف بـ”النادر”.
وقد حرص عدد من الأشخاص خاصة في أوروبا على التقاط صور وفيديوهات لتوثيق مشهد العروض الضوئية النادر في السماء، وهو الحدث الذي لم يسجل منذ سنة 2003.
وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو منتشرة على منصة “إكس” سماء عدد من الدول الأوروبية وقد حولتها أضواء الشمال أو ما يعرف أيضا بالشفق القطبي إلى اللون الزهري والبنفسجي والأخضر.
تعتبر الشمس السبب الرئيس في حدوث ظاهرة الشفق القطبي، حيث تقذف حقلا مغناطيسيا، خلال ما يعرف بـ “الانفجارات الشمسية” التي تتجه نحو الأرض عبر الرياح الشمسية، وعندما يصل هذا الحقل المغناطيسي إلى الغلاف الجوي لكوكب الأرض، فإنه يجد مقاومة شديدة تتسبب في إتلاف الرياح الشمسية وتبديدها.
وتؤدي هذه الظاهرة إلى توهج الجزء الخارجي من الغلاف الجوي فوق منطقتي القطبين الشمالي والجنوبي، وتظهر ألوان زاهية تغطي مساحات كبيرة في السماء.
العاصفة الأكبر من نوعها منذ العام 2003
في السياق كشفت الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي أن العاصفة هي الأكبر من نوعها منذ أكتوبر 2003.
وقد تم تصنيف العاصفة الحالية على أنها G4، أو “شديدة”. وينتج عنها مجموعة من البقع الشمسية – وهي مناطق مظلمة وباردة على سطح الشمس – يبلغ قطرها حوالي 16 أضعاف قطر الأرض. تشتعل الكتلة وتطلق المواد المتفجرة كل ست إلى 12 ساعة، ويحدث النشاط الأخير حوالي الساعة 3 صباحًا بالتوقيت الشرقي من يوم الجمعة.
علماً أنّ أبرز عاصفة شمسية مسجلة في التاريخ في عام 1859. والمعروفة باسم حدث كارينغتون، واستمرت لمدة أسبوع تقريبًا، مما أدى إلى ظهور شفق امتد إلى هاواي وأميركا الوسطى وأثر على مئات الآلاف من الأميال من خطوط التلغراف.
طوارئ في نيوزيلندا بسبب العاصفة الشمسية
أصدرت شركة “ترانس باور” النيوزيلندية للكهرباء إعلانا طارئا تخبر من خلاله بإغلاق عدد من خطوط الكهرباء حيث تضرب عاصفة شمسية قوية تؤثر على البلاد في نهاية هذا الأسبوع.
وقالت الشركة إنه تمت إزالة ستة عشر أصلا من أصول الكهرباء في جميع أنحاء البلاد من الخدمة لمنع انقطاع التيار الكهربائي وتلف المعدات بسبب العاصفة الشمسية.
وأضافت في بيان: “كجزء من خطة الطوارئ لدينا، نقوم بإزالة بعض خطوط النقل من الخدمة عبر الجزيرة الجنوبية كإجراء احترازي. ومن أجل القيام بذلك، يتعين علينا إصدار إشعار طوارئ للشبكة، ولكن هذا الإجراء الأولي يجب أن لا يكون له تأثير على إمدادات الكهرباء للمستهلكين”.
وأكد جون كلارك المدير العام التنفيذي للشركة في تصريح لقناة “1 نيوز النيوزيلندية” إن “العاصفة الشمسية أحدثت تيارات كهربائية عبر الأرض، لذا يجب الحد من تدفق التيارات عن طريق إيقاف تشغيل دوائر النقل حيثما أمكن ذلك”.
وأضاف ” هذا إجراء وقائي للتأكد من عدم تلف المعدات الأخرى الأكثر أهمية، أبرزها المحولات والمولدات.