اختفى السكان في غابتها واحداً تلو الآخر.. قصة قرية “بورتلوك” في ألاسكا
عبر التاريخ توارث الإنسان العديد من القصص الغريبة التي لا يزال العلم يحاول معرفة حقيقتها إلى اليوم، من بينها قصة قرية بورتلوك بولاية ألاسكا بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي تعتبر الأكبر في أمريكا، بسبب العزلة والأماكن الشاسعة الخالية من السكان، الشيء الذي يزيد من إمكانية تفشي الأحداث المخيفة والقصص غير المفهومة.
في خليج بورت بألاسكا نجد قرية بورتلوك القريبة من خليج بورت تشاتام جنوب مدينة أنكوراج، أكثر مدن الولاية اكتظاظاً بالسكان، كانت هذه القرية مليئة بالسكان ثم أصبحت خالية تماماً، والسبب بعض الأحداث المتتالية التي دفعت السكان إلى هجرتها أواسط القرن الماضي.
في الأربعينيات من القرن الماضي، هُجرت القرية بعد أن تعرض السكان للهجوم، وفي بعض الحالات قُتلوا بوحشية على يد مخلوق غامض يأتي من الغابة، تدور قصص حول عمال تعليب سمك السلمون الصغيرة بالقرية.
في الغالب أشارت أصابع الاتهام إلى وحش كبير ذي شعر كثيف يطارد المساحات المظلمة خلف خط الأشجار على حافة القرية. مهما كان الأمر، فقد كان عدوانياً للغاية ومميتاً لأي شخص تم القبض عليه بمفرده حسب الأسطورة المتداولة، لتبدأ عملية البحث والتحري عن السبب من قبل العلماء والمستكشفين.
حسب موقع “historic mysteries” الأمريكي أنشئت القرية من قبل نقيب بريطاني سنة 1787، لكن خلال السنوات الأولى للقرية لم تسجل أية حالة قتل أو اختفاء، غالبية سكان المنطقة كانوا يأتون إليها بشكل موسمي خلال فترة اصطياد أسماك السالمون.
إذ كان هناك معمل صغير لتعليب الأسماء، ما دفع بالعديد من العمال إلى الاستقرار بها بدلاً من التنقل المستمر. بدأت أولى الأحداث الغريبة في عام 1905، عندما تعرض أهالي القرية لمضايقات من قبل مخلوق كبير تسبب في ازعاج معسكراتهم في الليل.
رغم ذلك استمر العمل في الموسم التالي، وعاد عمال التعليب، لكن المشكلة ظلت كما هي، لم يتغير شيء، بل لا يزال ذلك المخلوق يحوم في الجوار، إذ قام مجموعة من عمال مناجم الذهب الذين استوطنوا القرية والصيادين بالتوجه إلى الجبال للقيام بعملهم، إلا أنهم لم يعودوا أبداً.
خلال السنوات الأولى لم تكن الحوادث شائعة، فيما لم يثبت عنها أي شيء إلى حدود سنة 1931، إذ عثر على حطَّاب محلي مقتولاً في الغابة، الغريب أن السبب كان ضربة واحدة لا يستطيع الإنسان القيام بها.
كان الرجل المقتول أول علامة على وجود تهديد غير معروف في الغابة المحيطة بالقرية، خلال البحث عثرت مجموعة من الصيادين على آثار أقدام عملاقة لحيوان كبير. كانت المنطقة المحيطة بآثار الأقدام ممزقة، مع تدمير أغصان الأشجار، وعثر على الدم في مكان الحادث.
كان طول آثار الأقدام التي تم العثور عليها أكثر من 46 سنتيمتراً حين تم الإبلاغ عنها، فيما عثر أيضاً عليها مرة أخرى في أماكن حول القرية، فيما صادف أحد سكان القرية أن رأى رجلاً ضخماً مشعراً يحطم عجلات السمك المستخدمة في تحضير سمك السلمون، فيما وصفه بأنه يشبه الشيطان.
أصبحت المشاهدات شائعة، وبدأ القلق يسود القرية. لم يكن هؤلاء أشخاصاً يخافون من الحياة البرية بسهولة، علاوة على ذلك فهم على دراية جيدة بالحيوانات المفترسة المحلية في المنطقة، لا يمكن أن يكون هذا المخلوق هو حيوان الدب وإلا لكانوا قد حددوه على هذا النحو، بحسبهم كان شيئاً آخر.
بعد فترة ليست بطويلة بدأت الجثث في الظهور حول القرية، إذ ألقى النهر العديد من الجثث التي قتلت غالبيتهم من الصيادين وعمال المناجم، الذين تظهر عليهم أنهم فوجئوا ثم قتلوا في التلال والغابات فوق قرية بورتلوك.
عندما بدأ السكان المحليون في انتشال الجثث، بدأت التكهنات بشأن الوحش القاتل في مرتفعات الغابة. تجذّر الخوف في نفوس السكان وفُقدت الكثير من الأرواح، وبدأ الناس في مغادرة القرية. نشر مصنع التعليب حراساً مسلحين في محاولة لإبقائه مفتوحاً، لكنه رغم ذلك لم تكن هذه المحاولة مفيدة، إن ساعي البريد في هذه القرية آخر شخص يخرج منها سنة 1951 لتعلَن بعدها كقرية مهجورة.
تعددت العديد من الفرضيات حول الكائن الذي تسبب في مقتل العديد من الأشخاص ببورتلوك خلال بداية القرن العشرين، توجد بغابات ألاسكا العديد من الدببة والذئاب التي تستوطن الغابات الكثيفة، إلا أن أغلبها لم يهاجم الإنسان، كما لا يعرف عنها الحالات العدوانية المشابهة للمخلوق الغامض الذي رآه شهود العيان بالمنطقة.
الأحداث في بوتلوك لم يتم شرحها على مر السنين؛ إذ كان هناك شيء ما يقتل السكان ويترك جثثهم الممزقة على الأرض ليجدها القرويون، وهو أمر غير معروف على الحيوانات التي تسكن المنطقة، بالإضافة إلى أن أغلبها يفضل الخروج في الليل عكس المخلوق الغامض.
رغم تطور العلم ومحاولة جميع العلماء والمستكشفين معرفة سبب الجرائم التي شهدتها القرية؛ لم يتمكن أحد من الوصول إلى أي دليل على وجود الكائن الأسطوري صاحب القدم الكبيرة، أو أي شيء آخر يفسر تلك الأحداث المتتالية، لتبقى قرية بورتلوك واحدة من الأماكن المهجورة والغامضة في العالم إلى يومنا الحالي.