ودّعوا الرمادي واستقبلوا البني في 2025

منوعات 6 كانون الثاني, 2025

يتوقّع خبراء الألوان أن يخرج الأزرق المخضر والأصفر من دائرة الاهتمام التصميمي عام 2025، فأي ألوان ستختفي في العام الجديد؟ قد يبدو الأسود سائداً أكثر من غيره، لكنه ليس خيارًا رائعاً على المدى الطويل.

سيفضل كثيرون الخلاص من الأخضر الزيتوني والأصفر الخردلي، “ليختاروا مكانها ألواناً أرق وأنعم”، كما يقول مهندس الديكور اللبناني رشاد محمود، المتخصص بمزج الألوان وتصميم المساحات المنزلية، مضيفاً لـ”النهار”: “في 2025، يفكر مصممو ديكور وخبراء ألوان في ما أضاف الناس إلى منازلهم في 2024، فيلاحظون مثلاً انجرافاً نحو الرمادي، خصوصاً في غرف الجلوس، فقلّما تجد غرفة جلوس من دون أريكة رمادية أو جدران رمادية، أو جدار واحد رمادي على الأقل، وهذا ما سيقلّ في العام الجديد، لأنه كان يُستخدم في عناصر لا تأتي رمادية بشكل طبيعي، كالأرضيات مثلاً”.

يردّ المهندس محمود ذلك إلى “مسألة الرخام” كما يسميها. يقول: “ما إن راج استخدام الرخام في المطابخ والحمامات، حتى ظن أصحاب المنازل ومصممو الديكور أنهم مضطرون الى نشر الرمادي في كل أرجاء المنزل”. وبما أن هذا الاختيار اللوني يبدو في أحيان كثيرة بارداً، يرجح محمود أن يتجنبه الناس عام 2025، وأن يستبدلوه بدرجات ألوان أكثر دفئاً.

والرمادي لا يدخل وحيداً في القائمة السوداء لعام 2025، فالأخضر يفقد شعبيته أيضاً، لمصلحة الأزرق المائي والألوان الأكثر عمقاً. يقول محمود: “أنتظروا رؤية منازل يعمّها الفيروزي المائي، فهذا لون يتمتع بمرونة أكبر في التصميم، ويتناغم جيداً مع ألوان أخرى، حتى أنه سيحلّ محل الأزرق البحري، لأنه أشد دفئاً”.

وماذا عن الأبيض الناصع؟ نعم، هذا اللون مرغوب فعلاً، باعتراف محمود، لنقائه ونظافته، “لكن أريكة بيضاء تبدو للعين مهترئة بعد الجلوس عليها 4 أو 5 مرات، حتى لو كان القماش جيداً”. ويضيف: “يمكن الأبيض الناصع أن يكون قاسياً جداً على العين، لذا بدأ الناس يميلون إلى ألوان أقل قسوة، خصوصاً بعدما مرّوا بمرحلة إضافة الأسود إلى الأبيض، وهي إضافة لا تمنح الإنسان أي إحساس بالراحة، وهذا دمج بسيط ولكن الناس ملّوه نفسياً”. وحتى لو بدا الأسود أنيقًا للوهلة الأولى، لكنه ليس خيارًا لونياً مستدامًا على المدى الطويل، “فالمطلوب اليوم هو السكينة المستدامة”.

هذه السكينة ترفض أيضاً درجات اللونين الخردلي والزيتوني القديمة، على رغم أن هذين اللونين حظيا بالكثير من العشاق، خصوصاً ممن أرادوا غرفة جلوس أو غرفة طعام مميزة من باقي غرف المنزل. يقول محمود: “كان اللونان الأصفر الخردلي والأخضر الزيتوني جذابين، لأنهما فريدان من نوعهما، لكن الناس يريدون شيئًا مريحاً اليوم، وهذان اللونان متعٍبان في انتقاء الأكسسوارات الملائمة”، مؤكداً أن زمن الأصفر ولّى، ومثله الأزرق المائل إلى الأخضر، “فهما لونان مرحان، لكنني شهدت الكثير من المشادات الزوجية حول ألوان الوسائد التي تلائم أريكة خردلية، وهذا ما لا نريده إطلاقاً”.

يختم المهندس محمود أخيراً أن “البنّي باقٍ وسيتمدد أيضاً، بعدما انتخبته شركة بانتون المتخصصة بالصباغ لون عام 2025 في الأزياء والماكياج والمفروشات، لكننا سننظر إليه بطريقة جديدة تماماً. أتوقع تحولاً منزلياً نحو الألوان الاستبطانية، أي الألوان التي تبدو مألوفة للجميع لكن يواكبها تعقيد دقيق يدعو إلى التفكير ملياً في تفاصيل اللون نفسه. فالبني مثلاً لا يذهب مذهب الاتجاهات العابرة، إنما يحمل في تدرجاته كلها عمقاً يمنح الإنسان شعوراً بديمومة توازي ديمومة الأرض والتراب، وهذا يتجذر في النفس الإنسانية”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us