إستفزاز ميداني بصور سليماني
كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:
يدركُ “حزبُ الله”، وأمينه العام السيد حسن نصرالله، رفض المسيحيين، وليس رئيس الجمهورية حصراً، أن يكون لبنان الرسمي “أداة” في المواجهة الإيرانية ـ الإسرائيلية أو الإيرانية ـ الأميركية. المسيحيون بغالبيتهم الساحقة يرفضون وأهل السنة والدروز وشريحة من الشيعة غير المستتبعين لولي الفقيه وأحكامه، إلى الأخوة الملاحدة…. ويدرك “الحزبُ” أن ما يعبّر عن الموقف الحقيقي للتيار الوطني الحر، ليس وثيقة “مار مخايل” (السلام على اسمه) ولا المواقف الممالئة للمقاومة الإسلامية وأدوارها الإقليمية، بل هو ما جاء في “الكتاب البرتقالي” أو “الطريق الآخر” الصادر قبيل انتخابات العام 2005 والذي يحدد بوضوح سياسة التيار الوطني الحر المستقبلية وموقفه من “حزبُ الله” ومما ورد فيه “… بعد الانسحاب الإسرائيلي في العام 2000 تلاشت مشروعية العمل المسلَح لحزب الله وليس من شأن علاقة حزب الله المعلنة مع إيران أن تبدَد الشكوك المحيطة بأهداف حزب الله الحقيقية وبالمخاطر المتصلة باستراتيجيته”، وما لا يجرؤ على قوله نواب “التيار” اليوم لأسباب تكتية، قاله أحد صقوره الدكتور ناجي حايك في تغريدة “لما الأمين العام تبعهم بيسمي مرشد ايران “القائد” يعني صواريخو تحت امرة هيدا القائد!!! الأفظع من التبعية للغريب هي الوقاحة!!!” صقور التيار يعبّرون بفجاجة فيما حمائمه، في هديلها السري، تقول الأمر نفسه بطريقة مبهمة.
يدرك “حزبُ الله”، وأمينه العام ، أن اللواء الحاج قاسم سليماني، وإن بدت “الحركة” مفتونة بقيادته الأسطورية، وإن أشاد رئيس الجمهورية السابق العماد إميل لحود بنضاله واشتهى لقاءه، لا يمكن أن يكون مقبولاً، حيّا أو قتيلاً أو شهيدا، سوى في بيئة حزب الله الحاضنة غطرسته واستقواءه وصواريخه. فأن يقرر المجلس البلدي في الغبيري إطلاق اسمه على شارع الـ “فانتزي وورلد” الفاصل بين طريق المطار القديمة واوتوستراد المطار- وسط بيروت، فذلك غير مستغرب، وقد ارتأى وزير الداخلية محمد فهمي ألاّ يوقّع القرار وهو يعلم أنه يصبح نافذاً بعد شهر إن لم يرفضه. وهذا ما حصل في أيلول الفائت، فتجاور سليماني ومغنية بعيدا عن غورو وفوش .
يدرك حزب الله، وأمينه العام، أن تسمية جادة باسم الخميني لن تبدّل شيئاً في نظرة معظم اللبنانيين إلى الثورة الإسلامية وأن زرع صور سليماني، المشارك في حروب إبادة في سورية ـ الأسد، وفي صراعات العراق، وفي خيارات إنتحارية في لبنان، على طريق دولية تخص اللبنانيين جميعهم او لصقها على صخور نهر الكلب، أو رفع نصب له هنا وتمثال هناك، لن يغير وجه لبنان، ولن يزيد الشركاء في الوطن إلّا نفوراً من سلوك الهيمنة وورفضاً للإستقواء والترهيب بسطوة الإيديولوجيا الدينية وبقوة العدد والمال والصواريخ.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |