سمير وسامي… وحتى جبران

خاص 6 كانون الثاني, 2021

كتبت إليونور إسطفان لـ “هنا لبنان” :

ما يجري في لبنان ليس أمراً عابراً. أن تخرج من مطار بيروت لتستقبلك صور قاسم سليماني، كأنّك في ضواحي طهران، لا يمكن التعامل معه كأنّه لم يكن.
وأن يطلّ الرجل الأول في أكبر حزب لبناني في مقابلة تلفزيونيّة محاطاً بصور مسؤول أمني في دولةٍ أخرى ليس تفصيلاً. وليس تفصيلاً أبداً ما صدر عن الحرس الثوري الإيراني ولا ما قاله السيّد حسن نصرالله من بعده.
هناك من يأخذ لبنان الى مكانٍ آخر. هناك من منع الكحول في مناطقه، بالقوّة. ومن أطاح بمن يملك رأياً سياسيّاً غير رأيه. من حُكم عضو فيه بجريمة اغتيال أكبر زعيم سنّي. من عطّل حكومات وأقفل البلد وأخّر انتخابات رئاسيّة. من ضرب القطاع المصرفي وحمى التهريب وخاض حروب آخرين على أرضهم. ومن زجّ لبنان، وما يزال، في مشاريع ستخرب البلد وتنهي لبنان الذي عرفناه. لبنان الثقافة والحضارة والتنوّع والانفتاح…
في المقابل، هناك فريق، خصوصاً مسيحي، يواجه هذا الخطّ. سمير جعجع يطلق الموقف تلو الآخر. سامي الجميّل يصرخ ويحذّر.
ولكن، ألا يستدعي هذا الخطر المتمادي أن نجد تكاتفاً بين الـ “سين سين” ومعهما قوى سياسيّة أخرى تسمّى سياديّة؟
ألا يجدر بمعراب وبكفيا أن يتوحّدا ويضمّا معهما من يتّفق معهما على الموقف الوطني نفسه ليقولا لا قويّة في وجه من يحاول تغيير وجه لبنان؟
ألا يصبح هذا الكباش بين جمهورَي الحزبين تافهاً وسخيفاً أمام هول المصيبة الآتية من إيران والتي يلاقيها سلوك حزب الله الذي يفرض قبضته على قرارات البلد المصيريّة؟
لقد حان الأوان لمبادرة جامعة لأنّ الخطر كبير، وقد ينهي لبنان.
فليجلس سمير وسامي على طاولة واحدة، على رأسها بطريرك الحياد، ومع الثلاثة رجال يملكون إرادة المواجهة ويتمسّكون بلبنان الذي نحبّ.
ولمَ لا، قد تتّسع الطاولة لجلوس جبران باسيل عليها. مكانه الطبيعي هنا، وليس في أحضان قاسم سليماني.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us