الضغوط النفسية تخنقكم؟ الحلّ إذاً هو هرمون السعادة السحري!
كتب ريتا عبدو لـ”هنا لبنان”:
نحن شعب استثنائي ونعيش في بلد استثنائي! همومنا تكاد لا تشبه هموم الشعوب الأخرى. فبين الموجة الجديدة من وباء كورونا، وجنون سعر صرف الدولار، وانعدام الكهرباء، وارتفاع تكاليف الطبابة وغلاء المحروقات… من الطبيعي أن نعيش ونشعر بضغوط نفسيّة كثيرة، قد تجعلنا نفقد السيطرة على أنفسنا، وندخل في موجات من الغضب أو الحزن أو الخوف واليأس. لكن لا تستسلموا، قد لا يكون الحلّ في يدكم، لكن من الممكن أن تحموا صحّتكم النفسيّة وتساعدوها على تحمّل هذه الضغوط بإيجابيّة أكثر! الحّل موجود في جسدكم وهو هرمون السعادة! هل تعلمون أنّكم بخطوات بسيطة، يمكنكم تعزيز مستوى هرمون السعادة في جسمكم، فتتحسّن صحّتكم النفسيّة تلقائيّاً؟ هذا ما سنشرحه لكم بالتفصيل في السطور الآتية:
أوّلاً، لا بدّ من تعريف هرمونات السعادة الموجودة في جسم الإنسان.
لنبدأ بِـ “السيروتونين”، هذا الهرمون ضروري لتعزيز ثقتكم بنفسكم وبقدراتكم، وهو عامل مهم لمحاربة الاكتئاب واليأس والأعراض التي تتسبّب بها ظروف حياتنا اليوميّة.
الهرمون الثاني هو “الأندروفين” وهو هرمون أساسي يعمل كمضاد للألم، ويمكن تحفيزه وتعزيزه بشكل ملحوظ عبر القيام بنشاطات رياضيّة وحركات جسديّة كالجري أو الرقص…
ثالث هرمون هو “الدوبامين”، وهذا الهرمون يساعد على جعل شخصيّتكم منفتحة في المجتمع تجاه الآخرين، وهو مفتاح النجاح والتميّز والإبداع خاصة في مجالات الدراسة والعمل.
أمّا الهرمون الرابع والأخير فهو “الأوكسيتوسين” أو ما يُعرف بهرمون الرومنسيّة، فيتعزّز من خلال مشاعر الحب أو ممارسة العناق، ما يعني أنّ مستواه يزيد في جسم الإنسان من خلال الاتصال الجسدي لكن ليس بالضرورة الجنسي.
من هنا، وبعد أن اطلعتم على أنواع هرمونات السعادة ودورها، لا بد من التعرّف على طرق تعزيز هذه الهرمونات، وذلك عبر خطوات سهلة وبسيطة يمكنكم اتّباعها. فمن المفيد تناول المأكولات التي تعزّز وترفع من مستوى هرمونات السعادة، كالسالمون، والمكسّرات، الديك الرومي والخضروات الورقيّة، كذلك الحليب والبيض، والجبنة، والفواكه على أنواعها وأخيراً الفوشار.
من ناحية أخرى، من الضروري قضاء أوقات ممتعة مع أصدقائكم وأحبّائكم على الأقلّ مرّة في الأسبوع، وفي هذا الإطار تجدر الإشارة أنّه من الأفضل عدم التحدث عن الأوضاع الماليّة السيّئة التي تفتك بالبلد، بل حاولوا أن يكون حديثكم إيجابياً وبعيداً عن التململ والإحباط.
ومع أنّ فيروس كورونا لا يزال يفتك بمجتمعنا، لكن لا تحرموا نفسكم، من التلامس الجسدي المغمور بالحبّ والحنان، في قلب عائلتكم الصغيرة في المنزل الواحد، كالعناق مثلاً، فهذا ما يرفع من مستوى هرمون الأوكسيتوسين في الجسم ويُشعركم بحال أفضل.
في المقابل، ولتعزيز هرمون الدوبامين، من الجيّد القيام بالتخطيط لمشاريع شخصيّة، على صعيد العمل أو الدراسة، شرط أن تكون مميّزة والعمل على إنجازها بنجاح، فهذه الطريقة تحفّز إنتاج هذا الهرمون في جسمكم.
وما لا يعرفه البعض، أنّ التواجد في بيئة عطريّة، يعزّز من يقظة الحواس، وبالتالي يرفع معدّل هرمون الأندورفين في الجسم. من دون أن ننسى أنّ الضحك هو مفتاح السعادة، إذ أنّه مهم جدّاً، ويرفع مستوى هرمون السعادة، لذا عندما تنزعجون، تذكّروا المثل القائل: “اضحك فتضحك لك الدنيا”!
إلى ذلك، وعندما تشعرون بالقلق والتوتّر، حاولوا ممارسة التمارين التنفّسيّة، إذ تساعد على تخفيض نسب هرمون الكورتيزول، وهو الهرمون المسؤول عن الإجهاد. كذلك، لا تهملوا أبداً الخروج في النهار، تحت أشعّة الشمس، واستمتعوا بأشعتها نصف ساعة على الأقلّ يومياً، فهذه الخطوة تزيد معدّل هرمون السيروتونين، وبالتالي تساعد على كبح الاكتئاب وفي المقابل زيادة الثقة بالنفس. ولا تنسوا أبداً ممارسة التمارين الرياضية لتحسين مزاجكم العام.
وبحسب ما تقول المعالجة النفسيّة رهام منذر: “لتخطّي هذه الضغوطات النفسيّة يمكننا القيام بأمور، قد يعرفها الجميع، لكن لا يطبّقونها، كممارسة هواياتكم المفضّلة، الاهتمام بأنفسكم، والتركيز على نقاط قوّتكم، وعلى الأمور التي تجلب إليكم السعادة والفرح. كذلك إمضاء وقت مع العائلة، وفي هذا السياق، من الضروري التركيز على أطفالكم وعلى تمضية وقت معهم، وذلك بدل التركيز على أمور خارجة عن سيطرتكم. كذلك من الممكن إلهاء أنفسكم بأمور وعادات جديدة لم تمارسوها من قبل”.
وتضيف: “بما أنّنا على أبواب الأعياد والأجواء الفرحة، لذا استفيدوا من هذه الفرصة وعزّزوا هرمونات السعادة لديكم!”
مواضيع مماثلة للكاتب:
 مساحات البناء المرخّصة تراجعت.. فهل يعاود القطاع نشاطه؟ |  هاجس انقطاع الأدوية يرافق اللبنانيين… فهل من أزمة جديدة؟ |  أشجار زيتون الجنوب من عمر لبنان… “قلوبنا احترقت عليها!” |
