غوتيريس يعتمد التشدد تجاه المسؤولين ويشخص الداء للأزمة اللبنانية
كتبت كارول سلوم لـ “هنا لبنان”:
من المؤكد أنه أكبر من نداء، ذلك الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في مستهل زيارته إلى بيروت، حين طلب من المسؤولين السياسيين أو القيادات السياسية العمل معاً لحل الأزمة في لبنان. فغوتيريس الذي تحدث بلغة المسؤول الدولي بدا أكثر من حازم في رسالة بعث بها إلى هؤلاء. وليس مبالغة في القول أنه لامهم على ما وصلت إليه الأمور في البلد، لاسيما في قوله أنه لا يحق لهم عند مشاهدة معاناة الشعب اللبناني إحداث الانقسام وشل البلد.
ومن الواضح أن أصداء ما يجري في لبنان، تصل إليه بالتفصيل من خلال تقارير دورية ترفع إليه، دون إغفال جولات المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في بيروت جوانا فرونتسكا على معظم القيادات في لبنان واستطلاعها للأوضاع وتسجيل الملاحظات وإرسالها إليه.
ليس هناك من مبادرة دولية محددة حيال ما يحصل في البلد، إنما رغبات وتمنيات وتضامن، هذا ما أبرزته المعطيات المتوافرة.
ويمكن القول أن المسؤول الدولي أشار إلى مكامن الخلل وتطرق إلى إنهاء الفساد وترميم الاقتصاد وتأمين فاعلية الحكومة وإلى المهمات التي يفترض أن تقع في صلب مسؤوليات رجال الدولة ولكنها مفقودة أو معطلة. لقد غمز غوتيريس من قناة كل هؤلاء وتحدث من دون أي تسمية، وفي كل الأحوال لم يستثن أحداً حتى أنه في بيانه المكتوب، لم يخف الرغبة في أن تبذل الجهود من أجل مساعدة الشعب اللبناني عاكساً مواقف متشددة نوعاً ما.
وتعرب أوساط مراقبة عبر موقع “هنا لبنان” عن اعتقادها أن لقاءات غوتيريس التي تشمل المجتمع المدني تدل على أن الأمين العام لن يكتفي بالاستماع إلى ملاحظات المسؤولين الرسميين بل يريد أن يسمع وجهة نظر هذا المجتمع ورؤيته في كيفية مساعدة لبنان. وترى الأوساط نفسها أن تشديده على إجراء الاستحقاق الانتخابي هو نقطة ضرورية بالنسبة إلى المجتمع الدولي.
ويقول السفير السابق للبنان في واشنطن رياض طبارة لموقع “هنا لبنان” أن الأمين العام للأمم المتحدة تحدث بكلام يمكن اعتباره أنه أقصى ما يمكن أن يقوله مسؤول في هذا المنصب، لاسيما في دعوته المسؤولين إلى معالجة المشاكل الداخلية.
ويوضح أن غوتيريس تعاطى وفق الأصول المعتمدة لكنه استخدم أسلوباً ناعماً في إلقاء اللوم وكان لافتًا وفق قول السفير طبارة ما تطرق إليه الأمين العام للأمم المتحدة بشأن حضه القيادات اللبنانية على التضامن والالتزام بذلك، معلناً بصريح العبارة الوقوف إلى جانب الشعب اللبناني.
ويتوقف السفير طبارة عند عبارة غوتيريس أن رئيس الجمهورية يمكن أن يكون رمز الوحدة، وفي ذلك تشدد أيضاً – وفق رأيه – لأنه كان بإمكانه القول إن رئيس الجمهورية هو رمز هذه الوحدة.
وفي مجال آخر، يؤكد أن المواضيع التي طرحها غوتيريس تعني الأمم المتحدة كملف النازحين حيث أن لبنان يستضيف أكبر نسبة منهم، وهو بذلك يشد العصب ويقول أن المطلوب مساعدة لبنان على تحمل تبعات النزوح حتى أنه ذكر أن لبنان يعامل اللاجئ أفضل من أي بلد آخر.
أما الموضوع الآخر الذي يشغل اهتمام غوتيريس فهو موضوع اليونيفيل حيث أنه يكرر دائماً الوقوف إلى جانب هذه القوات وزيارته لهم تشكل مناسبة لتهنئتهم على جهودهم.
في المحصلة، انضم المسؤول الأممي إلى قافلة المسؤولين الأجانب الذين اختاروا التوصيف الأدق للحالة اللبنانية وشخصوا الداء ودوّنوا وصفة الدواء، فهل من مستجيب؟