ما بعد بعد “النقيب”
كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:
يروي أحد الزملاء، أن قبيل واحدة من الانتخابات الفولكلورية لمجلس نقابة محرري الصِّحافة اللبنانية، اتصل به النقيب ملحم كرم ليدعوه إلى المشاركة في الاستحقاق النقابي، واستغلّ النقيب الفرصة كي ينبّه الزميل الناخب إلى أمر جلل “حضرة الزميل أنا أعلم أنك تشتغل في الـ “أل بي سي”، وغضضت النظر عن عملك في مؤسسة تلفزيونية ولم أعلّق عضويتك في النقابة”، فأجابه الزميل المشهود له بصراحته المحرجة: “حضرة النقيب أنا أعمل في الـ “أل بي سي”،(قبل أن تصير أنترناشيونال)، كصِحافي لا كسائق أو مدرّب فوتبول”، في إشارة إلى إدراج النقيب اثنين، بهاتين الصفتين، ضمن لوائحه الانتخابية إضافة إلى أفراد يقتصر نشاطهم المهني على الحضور مرة كل ثلاثة أعوام إلى مقر النقابة في الأشرفية.
بعد كرم تم انتخاب الياس عون نقيباً لدورتين، وجوزف القصيفي الذي استهل ولايته الثانية بدعوى، باسم النقابة، ضد “تجمّع نقابة الصِّحافة البديلة” لدى قاضي الأمور المستعجلة وخسرها، وذلك إثر تقديم المرشحة المنفردة لعضوية النقابة إليسار قبيسي (حصلت على حوالى 100 صوت) دعوى قضائية “لإبطال انتخابات نقابة المحررين” لم يُبتّ فيها بعد.
شكّل عون (النقيب) كما القصيفي استمرارية لنهج النقيب “الأسطوري” الراحل، وكانا من أقرب المقرّبين إليه، أي من عظام الرقبة، لكن على مستوى انتخاب أعضاء مجلس النقابة سجّل في خلال ولاياتهم حراك اعتراضي. ما كان متاحاً في عهود كرم، تُرجم في الدورة الماضية بخروقات محدودة للائحة القصيفي.
أما في الدورة الأخيرة (الأول من كانون الأول 2021) فشل منافسو القصيفي بتشكيل أي لائحة مكتملة وإحداث أي خرق. فجاءت النتيجة،12 على 12 للائحة “الوحدة النقابية” وبفوارق مريحة عن منافسيهم، زرافات ووحدانا.
لم يستسغ النقيب كرم، وما عرفت النقابة سواه نقيباً في نصف قرن، وجود تجمّعات أو هيئات تستقطب الصحافيين خارج إمبراطوريته ودائرة تأثيره.
لنأخذ مثلاً رئيس رابطة خريجي الإعلام الدكتور عامر مشموشي، فقد انتخب العام 1972 على رأس الرابطة ليشكل حيثية مناهضة لكرم، وبقي في موقعه حتى وفاته في العام 2020 ولم يترك أثراً على مستوى “الرابطة”. ويوم شعر مشموشي أن عرشه مهدد، قام بحملة واسعة لإعادة انتخابه مقدّماً مشروعاً تغييريا حديثاً فسأله أحد الزملاء: ومن سينفّذ المشروع؟ قال: أنا. فاستطرد: ولماذا لم تقم بالتغيير قبل عشر وعشرين سنة؟
كما كان للنقيب الراحل موقف رافض لتأسيس “نادي الصِحافة” الذي رأسه يوسف الحويك منذ ولادته في العام 1994 حتى العام 2020، رحم الله الحويك فلو أمدّ الله بعمره لكسر رقم النقيب كرم القياسي.
يضم مجلس نادي الصحافة 12 عضواً من كل الملل، وهو العدد نفسه لمجلس نقابة محرري الصحافة، ومن الاثني عشر عضواً في مجلس “النادي” ثلاث نساء وهو عدد النساء نفسه في مجلس “النقابة” الحالي. وما يفرح القلب أن الزميلات النساء رؤوس حراب في المعارك النقابية، ما يسقط ارتياب الصحافيين الذكور بفعاليتهنّ. فإلام ستقود معارك ما بعد بعد “النقيب” وماذا ستفعل البدائل؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
ارتفاع إضافي بالدولار.. هكذا افتتح صباحا في السوق السوداء | الجيش: عمليات دهم في دار الواسعة | ما سرّ خاتم الملك الذهبي؟ |