لا نريد أوميكرون ضيفاً على سهرات رأس السنة! وهكذا تختلف الأعراض بينه وبين الزكام
كتبت ريتا بريدي لـ “هنا لبنان” :
إنّه أوميكرون، المتحور الجديد من كورونا والذي يشغل العالم حالياً مع المستجدات التي يطرحها يومياً، في حين تشهد مختلف دول العالم على ارتفاعٍ هائل بنسبة الإصابات بالفيروس الذي يستمر بالتفشي.
وتتزايد مخاوف سكان الأرض في الموسم الشتوي من أن تتكرر المشاهد التي عاشها العالم في العام الماضي عندما اكتظّت المستشفيات بالمصابين، إذ شهد العالم ارتفاعًا حادًّا بنسبة الإصابات والوفيات أيضاً.
وعلى أثر الأخبار التي تتعلق بالسلالة الجديدة والواقع الذي تعيشه الدول، قرر عدد منها فرض قيود إضافية على المواطنين لحمايتهم من انتشار الفيروس مع التشديد على الإلتزام بالإجراءات الوقائية ووضع الكمامة.
وكانت منظمة الصحة العالمية تبلغت للمرّة الأولى عن متحور أوميكرون في الرابع والعشرين من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي من جنوب أفريقيا، عند تسجيل عدد من الإصابات به.
وهنا زاد الهلع عندما وصفته المنظمة بعبارة “مثير للقلق” تزامناً مع الدراسات التي أُجريت عليه، إذ تبيّن عند العلماء أنّه يحتوي على طفرات متعددة تزيد من خطر انتشاره بسرعة بالإضافة لخطورة مقاومته لفاعلية اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، إلّا أنّ الأبحاث لا زالت مستمرة حتى الآن لمعرفة المزيد عن هذه السلالة.
كما أعلنت منظمة الصحة العالمية في الأيّام القليلة الماضية عن اكتشاف متحور أوميكرون في 110 دول، وأكدت أنّه ينتشر بسرعة أكبر من المتحورات الأخرى وأسرع من سلالة “دلتا” ولكنّه أقل حدّة.
ماذا عن لبنان من حيث انتشار الفيروس ومتحور أوميكرون؟
بدأت الإصابات بفيروس كورونا ترتفع في لبنان منذ الأسابيع الماضية، وبحسب وزارة الصحة اللبنانية تم تسجيل أكثر من أربعمئة حالة منذ الثالث من كانون الأوّل/ يناير الجاري بمتحور أوميكرون.
بعد عيد الميلاد ومع التحضيرات للإحتفال برأس السنة، كغيره من دول العالم يواجه الشعب اللبناني المخاوف والقلق من تكرار ما حصل السنة الماضية بعد الإحتفالات بالأعياد المجيدة، في حين يتخبط القطاع الإستشفائي بعواصف وأزمات متعددة أصبحت معروفة ونسمعها يومياً وتطرح الكثير من التساؤلات.
من هنا يشرح مسؤول قسم الأمراض الداخلية في مستشفى بِالعاصمة الإيطاليّة روما الدكتور اللبناني جوزيف خليل أنّ مع كل سلالة جديدة من فيروس كورونا يجب علينا معرفة أن سرعة إنتشارها ستكون مختلفة عن سواها، كذلك حدّة المضاعفات التي يشعر بها الشخص المصاب بالمتحور تكون مختلفة عن العوارض التي نراها في السلالات الأخرى.
وعن العوارض التي يشعر بها المصاب بمتحور أوميكرون من فيروس كورونا، فيقول الدكتور جوزيف خليل أنّها مشابهة كثيراً لما يشعر به الشخص الذي يُعاني من الزكام، إذ تكون أبرز أعراض أوميكرون: سيلان الأنف بشكلٍ طفيف، السعال الخفيف، وقد ترتفع الحرارة قليلاً.
ومنذ بدء تفشي فيروس كورونا لطالما سمعنا عن إختفاء حاستي الشم والتذوق عند المصابين، ولكن مع متحور أوميكرون فهنا نواجه خطر فقدانها بنسبة ضئيلة أي من 12 إلى 23 في المئة فقط وقد لا يفقدها المصاب بتاتاً، بينما إذا واجه الإصابة بسلالة دلتا مثلاً فكان اختفاء هذه الحواس بنسبة 41 في المئة.
وشدّد خليل على أنّ الخطورة تكمن أيضاً في الأشخاص الذين أُصيبوا بمتحور أوميكرون وهم لا يدرون ذلك، فإذا إنتقلت العدوى لآخرين يعانون من مشاكل صحية معيّنة وهنا يجب التنبّه لذلك.
لذا فإنّ أعراض أوميكرون والزكام قريبة جداً من بعضها، فمن الضروري الإنتباه وفور ملاحظة أية أعراض تشير إلى الإصابة عليكم التوجه فوراً للقيام بالمسحة الخاصة للكشف عن الفيروس أي فحص PCR لمعرفة إذا ما أصبتم بِكورونا أو إنّ إصابتكم مجرد نزلة برد.
ويشير الدكتور جوزيف خليل الى أنّ الحلق يعتبر مكان تمركز الفيروس عند الإصابة بمتحور “أوميكرون” ومن النادر أن ينتقل إلى الرئة، وذلك على عكس ما كنا نراه في مضاعفات السلالات الأخرى.
وفي حديثه لموقع “هنا لبنان” أوضح د. خليل أنّه مع تفشي متحور أوميكرون الجديد فإنّ نسبة الوفيات بسببه تعتبر قليلة، إلّا أنّ سرعة انتشاره قويّة وهنا يكمن الخطر في انتقال العدوى بين الأشخاص وخصوصاً الفئة الشبابية التي تعتبر الأكثر عرضةً للإصابة به.
أمّا عن النصائح التي يوجهها للبنانيين مع اقتراب الإحتفال برأس السنة، فهي:
– الحصول على اللقاح المضاد لفيروس كورونا
– الإلتزام بوضع الكمامة
– غسل اليدين جيداً
– الحفاظ على المسافة الآمنة أي التباعد الإجتماعي
– تفادي التجمعات
– للصالات والمساحات الداخلية من المهم جداً تهوئة المكان من وقتٍ إلى آخر.
إذاً هذا هو الواقع حيال سلالة أوميكرون، إلّا أنّ كل شيء لا زال على حاله من ناحية ما يحصل في لبنان على الصعيد الصحي، وفي الوقت نفسه يسأل الجميع كيف ستكون الأحوال ما بعد سهرات رأس السنة الكثيرة وهل نتجه إلى الإقفال العام مجدداً في المرحلة المقبلة؟
فنحن لا نريد أوميكرون ضيفاً على سهرات رأس السنة… لذا أنتم بدوركم، يكفي أن تتذكروا مسؤوليتكم ونعمة صحتكم وبذلك تساهمون بحمايتها وحماية من حولكم.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في اليوم العالمي للشطرنج: فوائده تفوق التوقعات! | “أهذا حقاً في لبنان؟”.. الهايكينغ يكتسح البلدات اللبنانية ويكشف جمالها! | احتفالاً بأسبوع الأصمّ العربي.. ملتقى “أوتار الصمّ” في الشارقة |