هل من جادة للحياة يا سيّد؟
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
انتشر، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو لرئيس بلديّة الغبيري، في ضاحية بيروت الجنوبيّة، يُعرّف فيه، بفخرٍ وعلى طريقته، بالمنطقة.
يقول “الريّس”: هنا جادة الشهيد قاسم سليماني، وهنا جادة الشهيد مصطفى بدر الدين، وهنا جادة الشهيد هادي نصرالله، وهنا جادة الإمام الخميني… وتطول لائحة الجادات والشهداء.
ويكرّر، على طريقة “شاء من شاء وأبى من أبى”، أنّ شوارع الغبيري ستتزيّن كلّها بأسماء الشهداء “واللي مش عاجبو ما يعجبو”.
هي ثقافة حزب الله، الغريبة تماماً عن ثقافتنا. المتناقضة تماماً مع ثقافة التيّار الوطني الحر، ولو أنّ الأخير “يطنّش”، يسكت، ويخرج نائب رئيسه “المنصور” منذ أيّامٍ ليشيد بالحزب والمقاومة. ربما كان حاضراً حين خطب رئيس بلديّة الغبيري، أو ربما وصله الفيديو المشار إليه، ولم تزعجه جادات الشهداء، ومعظمهم غير لبنانيّين أو سقطوا على أرضٍ غير لبنانيّة. هناك، مثلاً، جادة الرئيس حافظ الأسد الذي أراد “الجنرال” ميشال عون يوماً أن يهزّ مسماره.
لقد اهتزّ البلد كلّه اليوم، بفعل ارتكابات حزب الله و”تطنيش” حليفه الذي تحدّث الأحد الماضي ولم يقنع أحداً من غير حاملي بطاقات التيّار الوطني الحر. وربما لم يقنع كثيرين من حاملي البطاقات.
ما نريده من حزب الله، لكي نتفاهم معه، جادةً للحياة لا للشهداء. نريد أن نكفّ عن الموت، خصوصاً حين يكون مجانيّاً. نريد في الغبيري شارعاً نظيفاً، لا نفايات فيه، ولا مخالفات، ولا فوضى في السير، ولا أبنية عشوائيّة. وفيه حدائق للأولاد والمسنّين، وخدماتٍ تؤمّن كرامة السكّان…
ما يفرّقنا عن حزب الله ليس فقط سلاحه، بل خصوصاً ثقافته التي تتجسّد بأسماء شوارعه. وما يبعدنا عن التيّار الوطني الحر هو هذا السكوت المريب عمّا يرتكبه الحزب.
وإلى أن يتغيّر الحزب ويعقل التيّار، سيكون لنا لبناننا ولهم لبنانهم…
مواضيع مماثلة للكاتب:
نهاية الحرب: قريبة أو بعيدة؟ | كيف ستدفع إسرائيل الثمن؟ | هل انتهت الحرب أم بدأت؟ |