“الكورونا” يجتاح لبنان بشراسة.. وعراجي يشرح لـ”هنا لبنان” سبب استقرار أعداد الوفيات!
كتبت مريانا سري الدين لـ “هنا لبنان”:
ارتفاعٌ كبيرٌ يُسجّله عداد الإصابات بفيروس كورونا في لبنان الذي حلّق فوق عتبة الـ5 آلاف إصابة بعد عيدي الميلاد ورأس السنة، حتى باتت نتائج الـpcr الإيجابية بمثابة “ترند” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يحملها معظم الناشطون على المنصات الإفتراضية، فيما يؤكد آخرون التزامهم بالحجر الصحي أما النسبة الأكبر فكانوا أشبه بعدوى متنقلة خلال فترة الأعياد بالرغم من معرفتهم بنتائجهم الإيجابية إلا أنهم أبوا الالتزام بالحجر طالما لا يعانون من أي عوارض غافلين مسألة نقلهم العدوى للآخرين.
فحسبما أفادت مصادر مطلعة لموقع “هنا لبنان”، “يرفض عدد كبير ممن يحملون نتائج إيجابية لفحص الـpcr أي ممن يحملون فايروس كورونا الالتزام بالحجر خاصةً أولئك الذين تلقوا اللقاح حيث تغيب الأعراض الثقيلة عنهم بينما يتنقلون بحرية بين المواطنين مشكلين خطراً على من تلقى اللقاح والخطر الأكبر على من يرفض لحد الساعة أخذ الجرعة الأولى منه”.
تضيف المصادر: “شهد عدد كبير من المواطنين على مثل هذه الحالات في المطاعم وأماكن السهر الليلية من أصدقائهم أو ناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي ممن أعلنوا إصابتهم بالفايروس إلا أنهم أبوا الإلتزام بالحجر ليجدوهم بينهم في الأماكن العامة”.
وتلفت إلى أن “عددًا كبيرًا من المغتربين الذين قدموا إلى لبنان خلال فترة الأعياد قرروا قطع رحلتهم إلى بلدهم والعودة إلى البلد المضيف بسبب تلك الحالات الهمجية التي رفضت الالتزام بالحجر المنزلي وأجبرت المغتربين العائدين للإستمتاع بالعطلة إلى التزام الحجر خوفاً من التقاط العدوى”.
من جهته، رأى رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي في حديث لموقع “هنا لبنان” أن “الارتفاع الكبير بعداد الإصابات بفايروس كورونا سببه متحور “أوميكرون” لأنه أسرع من المتحورات التي سبقته بـ ٤ إلى ٥ أضعاف وقد انتشر حول العالم كله ففي الولايات المتحدة وصلت الإصابات للمليون وفي فرنسا إلى ال٣٠٠٠٠٠ فهذا الشيء متوقع بالإضافة لعدم الإلتزام بالتدابير الصحية اللازمة وبعض التصرفات الفردية غير الواعية بحجم الأزمة الصحية التي يعاني منها لبنان”.
وتابع: “إلا أن متحور أوميكرون تميز بأنه أقل خطورة ب٧٠% من متحور دلتا”.
وعن انخفاض عدد الوفيات بالمقارنة مع عدد الإصابات في لبنان، أحال عراجي السبب إلى “اللقاح الذي له دور مهم جدا”، مضيفاً: “85% من المرضى الموجودين في العناية الفائقة هم غير ملقحين فيما الـ 15% الباقية تعود إلى مرضى ملقحين ولكنهم يعانون من أمراض مزمنة كنقص المناعة ما يؤكد على أن اللقاح آمن وفعال”.
وفي سؤال حول ما إن كانت التدابير الوقائية كافية خلال فترة الأعياد وما إن كانت هناك ضرورة لإقفال المطار، رأى عراجي أنه “ليس من الضروري أبدًا إقفال المطار ولا داعي لهذا الأمر، فالفيروس ينتشر بسرعة كبيرة، وعند اكتشافه لأول مرة في جنوب إفريقيا كان قد وصل إلى بريطانيا وحصل تفشٍ مجتمعي في عدد من الدول لذا إغلاق المطار لا ينفع لأن الفيروس انتشر وانتهى”.
أضاف معقباً: “إلا أنه وبالرغم من تفشيه لا يمكن اعتماد مناعة القطيع ففي أمريكا وصلت نسبة التلقيح ضد الفايروس إلى ٦٥% ومع هذا فقد ارتفع عداد الإصابات لأن من أصيب بغير متحورات قد أصيب أيضاً بأوميكرون، ولكن تكون أعراض الكوفيد خفيفة عليه كالرشح فيما المرضى داخل العناية معظمهم من غير الملقحين” .
وعما إن كان القطاع الطبي في لبنان مستعدًّا لتحمل موجة جديدة من الجائحة قال: “القطاع الطبي ليس مستعدًّا أبداً، ولكن الفارق اليوم هو تلقي نسبة كبيرة من المواطنين للقاح فبالرغم من وجود إصابات عالية معظمها يتلقى العلاج في المنزل، بالمقابل عدد المرضى في العناية الفائقة قليل نسبياً”.
أما فيما خص عودة الطلاب إلى المدارس في ظل الإرتفاع الكبير بعداد الإصابات إلى أن وصل أمس الجمعة إلى عتبة الـ8000 إصابة، اعتبر عراجي أن “التعليم عن بعد في بلد كلبنان في ظل غياب الكهرباء والإنترنت لن ينفع، والعودة إلى المدارس يجب أن تكون وفق البروتوكول الطبي الذي قامت به وزارتا الصحة والتربية منذ سنتين، واذا لم يطبق سنكون أمام مشكلة صحية”.
وتابع: “هناك أيضاً ماراتون لتلقيح التلاميذ والمعلمين، فالعودة يجب أن تكون آمنة عبر البرتوكول الطبي الذي يحدد كيف يذهب و يعود الطالب، من غسل اليدين، إلى ارتداء الكمامة، والتباعد الإجتماعي وغيره بالإضافة إلى دور الأهل فمن بين ٣٠٠٠ مدرسة أرسلت استمارات لأخذ اللقاح للأهل تجاوبت فقط ٥٠٠ مدرسة”.
وختاماً تحدث عراجي عن حالات “فلورونا” التي تسجل في لبنان وهي عبارة عن إصابة مزدوجة بفايروس كورونا وفايروس الإنفلونزا، إذ أكد عراجي أنهما “فيروسان مختلفان وممكن أن يصاب الشخص بالاثنين معاً، في لبنان سجلت حالات ولكن لا يوجد عدد محدد للإصابات بهذا الفيروس”.