استهداف “الخليج” بالكبتاغون.. “الحزب” يلعب على ورقتي المال والسياسة!
كتبت بشرى الوجه لـ “هنا لبنان” :
أحبطت الأجهزة الأمنية اللبنانية مراراً خلال العام الماضي، عمليات تهريب ضخمة باتجاه الدول الخليجية، آخرها كان في الأسبوع الأخير من العام، حين ضبطت عناصر من الجمارك اللبنانية تسعة ملايين حبة من مخدر الكبتاغون مخبأة في شحنة فواكه حمضية في مرفأ بيروت كان من المفترض إرسالها إلى الكويت.
لذلك، شكّل توالي عمليّات تهريب المخدرات، مسألة أساسية في تدهور العلاقات اللبنانية ـ الخليجية، إذ كانت الهزّة الأولى في نيسان العام الماضي حين قاطعت المملكة العربية السعودية منتجات الفاكهة والخضار اللبنانية بعد شحنة الرمان الملغومة بالكبتاغون.
وفي هذا الإطار، تقول مصادر مقرّبة من وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي لـ “هنا لبنان” إنّ “عمليات ضبط الكبتاغون تتم بجهد أمني استباقي من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية”، مؤكدًا على تعاطيه مع هذا الملف بجديّة مطلقة انطلاقاً من قناعته بوجوب حماية المجتمعات العربية وتحديدًا مجتمعات دول مجلس التعاون الخليجي، والعمل على منع تصدير الشرور إليها.
وبالنسبة للغاية التي تكمن وراء تصدير المخدّرات إلى دول الخليج، تقول المصادر: “المصلحة في ذلك هي تدمير قيمنا المجتمعية الواحدة وزعزعة أواصر الأخوّة والوحدة والإنتماء وضرب القيم المجتمعية السامية”.
لكن من وجهة نظر نائب رئيس تيار “المستقبل”، النائب السابق مصطفى علوش، إنّ الهدف من وراء هذه الأعمال، هو “للكسب المادي، ولكن فوق ذلك، يبدو بأنها محاولة لإثارة السعودية ودول الخليج ودفعهم إلى ردات فعل باتجاه لبنان لإبعاد لبنان أكثر وأكثر عن الأخوة العرب وعن دول الخليج، ووضع إيران بأنها هي المجال الحيوي الوحيد المتبقي للبنان”.
ويقول علوش لـ “هنا لبنان”: “لقد أصبح واضحًا بأنّ حاجة “حزب الله” إلى التهريب وتبييض الأموال من مختلف أنواعه حاجة وجودية، وذلك لتمويل الأنشطة العسكرية للحزب والتخفيف على إيران الواقعة تحت العقوبات وأيضًا الحزب واقع تحت العقوبات، لذلك من جهة هي محاولة لتمويل أنشطة الحزب ولكن من جهة أخرى أيضًا توجيهها إلى السعودية ودول الخليج كافة، هي محاولة لضرب أمن الخليج الإجتماعي”.
ويضيف علوش: “توجهات “حزب الله” بهذه الأعمال هي بالنسبة له توجهات مبررة لأنها أحد أدوات الحرب وأحد أدوات المواجهة وهو يعتبر بأن دول الخليج هي عدو، لذلك يعتبر نفسه أنه يكسب من جهتين، أولاً بإيذاء هذه الدول وإيذاء شعبها، وثانيًا بإقناع اللبنانيين بأنّ لا ملاذ لهم إلّا دولة إيران وولي الفقيه”.
بدوره، يرى عضو كتلة “المستقبل” النائب بكر الحجيري، أنّ “الهدف من هذه العمليات كان في السابق سياسي فقط، وهو تخريب المجتمع السعودي تحديدا، ولكن لاحقاً وبسبب الأزمة الإقتصادية صار الهدف سياسي ومالي في نفس الوقت”.
ويرد الحجيري على ما يقوله البعض أنّنا في لبنان لم نفعل سوءًا للسعودية ودول الخليج، بالقول لـ “هنا لبنان”، إنّ “دول الخليج لم تؤذِ أحدًا ولكن نحن من يعتدي عليها، ونحن من نحتاج لهم وليسوا هم من بحاجة لنا”.
ويعتبر أنّ الرد الذي صدر عن الدولة اللبنانية أخيرًا في هذا الخصوص، “تأخر كثيراً، ويجب على رئيس الحكومة أن يردّ بعنف دفاعًا عن حكومته وموقعه وشخصه، وهذا لم يحصل إلى حد الآن، فهو وضعه حرج جدًّا”.
من جهته، يعلّق عضو “تكتل لبنان القوي” النائب آلان عون: “لا أدري إن كان هذا التهريب له علاقة بشق مالي، لكن بكل الأحوال، هذا أمر يجب على لبنان محاربته، وعلينا القيام بكل ما هو لازم لإيقاف هذه الأعمال المخالفة”.
ويضيف عون لـ”هنا لبنان”: “عصابات التهريب هذه علينا إيقافها، فنحن مسؤولون عن بلدنا وحدودنا التي علينا ضبطها قدر المستطاع، فالتهريب مرفوض بكل المعايير من دون أية أسباب تخفيفية”.
ويرى أنّ “هناك تقصير من قبل الدولة اللبنانية في التعاطي مع هذا الملف”، فبحسب عون، “أمر جيّد ما تقوم به الأجهزة الأمنية من ضبط لعمليات التهريب، إنّما هذا وحده غير كافٍ إذ يجب أن تُضبط أماكن التصنيع أيضًا”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نبيل مملوك.. صحافي تحت تهمة “الرأي المخالف” | استهداف الجيش وقائده في غير محلّه.. “اتهامات سطحية لدواعٍ سياسية” | إسرائيل “تنهي الحياة” في القرى الحدودية.. ما الهدف من هذا التدمير الممنهج؟ |