حوار العميان… ورحمة الله على الطرشان! مروان حمادة لـ “هنا لبنان”: من يدعو للحوار يجب أن يكون أهلًا له
كتب طوني سكر لـ “هنا لبنان”:
ها هو الرئيس الحكم بعد أكثر من خمس سنوات على خطاب القسم الذي وعد فيه بالحوار على الاستراتيجية الدفاعية، يطلّ علينا ببدعة “الحوار الوطني” الجميلة اللمّاعة، بمحاولةٍ أخيرةٍ للصّهر من خلفه لتسجيل نقطةٍ انتخابيّةٍ في ملعب الخصوم والحلفاء على حدٍّ سواء.
فطارح الحوار هذا ومن خلفه يعلمون الجواب قبل طرحه، ويعلمون أنّ محاولتهم هذه ستلقى معارضةً ورفضًا لأنّ الحوار في هذا التوقيت بالذات لا جدوى منه سوى التسويق لصهر العهد في آخر أيّام الفشل.
فالهدف من طرح الحوار بالرغم من معرفة عدم جدواه، هو الخروج أمام اللبنانيين بفصلٍ أخيرٍ من فصول ومسرحيات وخطابات “الحمل الوديع”، وقصص “ما خلونا”…
يعتقد باسيل أنّ مسرحيّاته الفولكلوريّة ستمرّ كسابقاتها على اللبنانيين وقصة “كلّ من لا يشارك في الحوار لا يشارك بالحلول” ستصنع منه رجل دولةٍ وحوار.
للسّيّد باسيل أقول: غيّر بأدوارك فلم تعد مقنعًا، وبالأحرى لم تكن يومًا مقنِعًا! وبدلًا من التهريج السياسي استتر!
أمّا للسيّد الرئيس أقول: إنّ حوارات العميان التي اعتدنا عليها لم تعد تنفع، فالمشكلة ليست إلّا بمكانٍ واحدٍ، هي فيكم أنتم وبمن يتستّر بعباءتكم، المشكلة بصريح العبارة هي أنتم وحليفكم “سيّد لبنان “، وكلّ حوارٍ يتعامى عن سلاح حليفكم المستفزّ لأكثريّةٍ ساحقةٍ من الشعب اللبناني والمجتمع الدولي هو حوار عميان… والرحمة عندها على حوار الطرشان!
فكن ليومٍ واحدٍ أيّها السّيّد الرئيس، قويًّا!
حاور اللبنانيين وقل لهم إنّ مشكلة لبنان هي بتحالف “الفساد والميليشيا”، وقل لهم أنّ أيّ حوارٍ يغضّ النّظر عن وجود دويلةٍ اسمها حزب الله على خاصرة الدولة هو ليس بحوار. صارح اللبنانيين من دون مواربةٍ وقل لهم أنّ أيّ حوارٍ لا يكون متوازنًا بين الفرقاء، وفريق “أسياد لبنان” يحمل السلاح …
وفي حديثٍ لـ “هنا لبنان” مع النائب مروان حمادة وعن مواقفه من دعوة الرئيس ميشال عون للحوار قال: “هي في غير وقتها ومكانها وموضوعها”.
واعتبر “أنّ من يدعو إلى الحوار يجب أوّلًا أن يكون أهلًا له، وقد جرّبنا العماد عون في كلّ الحوارات التي سبقت ورافقت اتّفاق الطائف وعبثًا كان هذا الحوار، وحاورنا العماد عون بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وناضلنا من أجل عودته إلى لبنان وعبثًا كان الحوار بعد ذلك في إطار 14 آذار، وحاورنا العماد ميشال عون في الفترة التي سبقت ورافقت وتلت مؤتمر الدوحة ولم نلقَ آذانًا صاغيةً، وقد حاورنا العماد ميشال عون يوم انتُخِب بعد تعطيلٍ طويلٍ رئيسًا للجمهورية وكان الحوار على مدى أكثر من خمس سنوات دون جدوى”.
وزاد “من يدعو للحوار لا يأتي بأفرقاء يصوّبون 200 ألف صاروخ ومئة ألف مقاتل على المدعوّين للجلوس حول الطاولة”. وأضاف “من يدعو إلى الحوار لا يسلّط صهره في أيّ مناسبةٍ على استفزاز الآخرين من حلفاء وخصوم على حدٍّ سواء خلال السنوات الماضية وحتى بعدها ومنذ العام 2010”.
وشدّد أنّ “الظروف غير مؤاتية والفرقاء غير مستعدّين والمواضيع غير قابلة للحلّ، في هذا الوقت فلنذهب إلى اجتماعٍ للحكومة للضّرورات المعيشيّة الملحّة التي قد تفجّر الأوضاع اجتماعيًّا، ولنهيّئ جديًّا وبشفافيّةٍ وبمراقبةٍ دوليّةٍ لانتخاباتٍ نيابيّةٍ صحيحة”.
وعن موقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من قصر بعبدا، الذي قال فيه أنّ كلّ مُقاطعٍ للحوار هو غير مشاركٍ في الحلول، قال حمادة: “لا تعليق على هذا الكلام لأنّ من أفسد كلّ الحلول ودفع بعمّه والعهد إلى الفشل والانهيار هو نفسه صاحب هذا الكلام”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
بسام مولوي من معدن الرجال الرجال! | لبنان يتأرجح بين مطرقة شاوول وسندان الشامي! | انتخابات القوات أمثولة… كيروز لـ “هنا لبنان”: القوات إطار جامع لأجيال المقاومة |