“الحزب” مكلّفٌ شرعًا من إيران بالقيام بحملاتٍ تصعيديّة تجاه السّعودية… والعين على تغريدات البخاري
كتبت جيني رحمة لـ “هنا لبنان”:
لا شكّ أنّ بين لبنان والمملكة العربيّة السعوديّة علاقةٌ تاريخيّةٌ تعود إلى الستينات. ولم يحصل أن حصلت أيّ شائبةٍ طوال تاريخ هذه العلاقة. وبالتالي كان للملكة دورٌ مؤثّرٌ عند اندلاع الحرب الأهليّة عام 1975 من القرن الماضي، وصولًا إلى دورها في اللجنة العربيّة التي أدّت إلى اتفاق الطائف الضامن للسّلم الأهلي والدستور. السّعوديّة التي أعادت إعمار لبنان مرارًا، تحتضن اللبنانيين بالآلاف، ولولاهم لكانت الأوضاع اليوم في لبنان مهترئةً جدًّا.
حتّى أنّ المملكة ساهمت بعد حرب 2006، في إعادة إعمار الضاحية الجنوبيّة، معقل حزب الله، المكلّف شرعًا من إيران، وبسبب أحقادٍ دفينة، بإقامة حملاتٍ تصعيديّة ضدّ الرّياض وصولًا إلى دعمه للحوثيين، تقول مصادر موثوقة لـ “هنا لبنان”. وتضيف: “قد سبق للسفير السعودي في لبنان وليد البخاري أن وضع الأجهزة الأمنية وسائر المسؤولين اللبنانيين في صورة دعم الحزب للحوثيين وتدريبهم في مخيّمات في البقاع الشّمالي والجنوب، واستقبال جرحاهم المصابين في اليمن ونقلهم إلى مستشفياته ومنها مستشفى الرسول الأعظم. إلّا أنّ المعنيين لم يستدركوا الأمر. وبالتالي تغاضوا عن هذه المسائل، إلى أن صدر من وزير الإعلام السابق جورج قرداحي وقبله وزير الخارجيّة السّابق شربل وهبة وقيادات كثيرة كلامٌ معادٍ للملكة. عندها تأثّرت العلاقات وانسحب السّفراء.
زحطات عدّة حلولها موجودة: اتصالات فرنسيّة نتج عنها “إعلان جدّة”، تصفه المصادر بخارطة طريق، لو طبّقت بما تحمله من مسلّمات وثوابت وطنيّة وسياديّة لبنانيّة، أي كفّ يد حزب الله ووقف حملاته على السّعوديّة وتهريبه للكبتاغون وسواه من المخدّرات والآفات، لأُعيدت العلاقات على خطّ بيروت – الريّاض إلى طبيعتها.
لمَ السّرد التاريخي لما لم يلحق اللّبنانيين على نسيانه من “خبصات”؟ الجواب في السؤال طبعًا.
في الواقع، لم يتوقّف حزب الله عن التصّعيد، لا بل ها هو يقيم مؤتمرًا للمعارضة السّعودية. وفي الحقيقة، “ليس هناك من معارضةٍ سعوديّة، كما يؤكّد الصحافي والمحلّل السياسي وجدي العريضي لـ “هنا لبنان”، “باعتبار أنّ الشيعة في المنطقة الشّرقيّة في السّعودية يُعاملون كأيّ مواطنٍ سعوديّ أفضل معاملة. إنّما حزب الله يواصل مسيرته التصعيديّة تجاه المملكة من خلال “التفليسة السيّاسيّة” بعدما فقدت إيران أوراقها في العراق من خلال الحشد الشّعبي، وصولًا إلى ما يتعرّض له حزب الله والحرس الثوري من قصف إسرائيليّ يوميّ في سوريا، بقبّة باطٍ روسيّة”.
في سياقٍ متّصل يرى العريضي أنّ هناك خفّة في التعاطي من المسؤولين اللبنانيين، إن من رئيس الحكومة أو من الوزراء، مع ما يصدر عن الحزب. ويعزو العريضي السّبب إلى خوف هؤلاء من حزب الله. وبين بعبدا والضاحية تحالف مبنيّ على مصالح سياسية، خصوصًا وأنّ الرئيس ميشال عون يسعى لأن يكون صهره النائب جبران باسيل رئيسًا للجمهوريّة.
من هنا يؤكّد العريضي لـ “هنا لبنان” أنّ المملكة تتفهّم الخصوصيّة اللبنانيّة. إنّما على المسؤولين اللبنانيّين، وحفاظًا على السيادة والاستقلال كما المصالح المشتركة بين البلدين، أن يكون لهم موقف شجاع وواضح. ويلفت إلى ما تحمله تغريدات البخاري اليوميّة من دلالات ورسائل واضحة، هو الذي أعاد تنشيط ذاكرة العلاقات اللبنانيّة – السّعوديّة من خلال دورٍ فاعل على هذا الصّعيد.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مأساة مراكب الموت تتكرر: الهجرة غير الشرعية… رحلات يوميّة ممنهجة؟ | المعركة حامية… اللبنانية كالين معراوي إلى البرلمان الفرنسي؟ | الانتخابات النيابية برأي الشارع… مؤجلة أم في موعدها؟ |