الثنائي الشيعي أنهى مقاطعة جلسات الحكومة… هل يشارك لتمرير الموازنة وخطة التعافي فحسب؟
كتبت كارول سلوم لـ “هنا لبنان” :
في لحظة اختاراها وفق توقيتهما، قرر حزب الله وحركة أمل العودة إلى جلسات مجلس الوزراء دون الإشارة بشكل واضح إلى أن العودة كاملة وتامة لا سيما أن بيانهما المشترك حدد هدفَي العودة عن المقاطعة: الموازنة وخطة التعافي الاقتصادي. لقد أسهب البيان في شرح ظروف العودة لكنه أغفل أهمية انتظام عمل المؤسسات. أبقى الثنائي الشيعي على مسلمات معينة لا سيّما بالنسبة إلى التحقيق في قضية انفجار مرفأ بيروت ولم يبدل في وجهة نظره.
ماذا جرى حتى تغير موقفهما الحاسم؟ ألم تكن الانهيارات متواصلةً من قبل؟ وألم يكن الشعب اللبناني يئنّ ويواجه المصائب يوميًّا؟ هل وصلت الرسائل التي بعث بها الحلفاء عن الاتهامات المباشرة بالتعطيل؟ هل تمّ الإذعان لردّات الفعل المحلية والخارجية؟
هناك معطياتٌ استقاها “هنا لبنان” من مصادر سياسية مطّلعة تفيد بأنّ أكثر من اتصالٍ تمّ لتأمين المناخ المناسب لجلسة الموازنة وخطة التعافي الاقتصادي، علماً أنّه تردّد في وقتٍ سابقٍ أنّ جلسات تحمل هذه العناوين ستكون يتيمة، وبالتالي ما من جلسات تعقد خارج هذا السياق.
وهذا يعني حكمًا أنّ الملفّات الأخرى وعلى الرغم من بعض ضروراتها ستبقى معلّقة… إلا إذا!
في وقائع الأمور، قد يكفي انعقاد مجلس الوزراء للموازنة والخطة الاقتصادية، بما أنّ الجهد منصبٌّ على لجم الانهيار المالي الذي هو في صلب مهمّة حكومة “معًا للإنقاذ” التي تسعى إلى إنجاز التفاوض مع صندوق النقد الدولي قبيل إجراء الانتخابات النيابية.
وهناك معلوماتٌ تعزّز القول أنّ الثنائي قرّر العودة فقط للهدفين اللذين حدّدهما البيان، وإلّا لكان رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أكّد أنّه سيدعو إلى مجلس الوزراء قريبًا ولم يذكر بالتالي أنّ الدعوة ستتمّ فور إنجاز الموازنة. وتوضح المصادر أنّه ليس معروفًا ما إذا كان موقف الثنائي الشيعي قد يشهد ليونةً من أجل تأمين حضورٍ دائمٍ لجلسات الحكومة، لا سيّما أنّ البيان لم يأتِ على ذكر دعم الحكومة والوقوف إلى جانبها ما يؤشّر إلى أن لا تبدّلات في المواقف.
لكنّ أوساطًا مراقبةً ترى عبر “هنا لبنان” أنّ الثنائي يعتقد بخطوته هذه أنّه يقوم بالاستمالة الشعبية ويظهر نفسه داعمًا للشعب ومطالبه، لكنّه في الحقيقة نسي حقائق تتّصل بتعاطٍ انتهجه في كثيرٍ من السياسات وأدّى إلى ما أدّى إليه.
وتؤكد أنّ حزب الله يتصرّف كالعادة وفق مصلحته وحساباته الخارجية ودائمًا في التوقيت الذي يختاره، وستتظهر مواقفه تباعًا بشأن ما يقدم عليه بالنسبة إلى مجلس الوزراء.
إلى ذلك، يؤكّد نائب كتلة الوسط المستقل علي درويش لـ “هنا لبنان” أنّ الرئيس ميقاتي بذل مساعٍ من أجل تأمين انعقاد مجلس الوزراء، داعيًا إلى عدم إطلاق تحليلاتٍ عن ظروف عودة الثنائي الشيعي عن مقاطعة مجلس الوزراء وإلى انتظار ما قد يحصل لاحقًا وذلك ردًّا على سؤالٍ عمّا إذا كانت العودة مرتبطةً بالموازنة والخطة.
ويعتبر أنّ عودة المجلس إلى الانعقاد مسألةٌ أساسيّةٌ وضروريةٌ من أجل بحث شؤونٍ تُعنى بالمواطنين، لا سيّما أنّ الموازنة استحقاقٌ دستوريٌّ كما أنّ خطّة التعافي الاقتصادي تضمّ نقاطًا اقتصاديةً كبرى تستحقّ النقاش التفصيلي.