ضربة 161 أخّرت العتمة على اللبنانيين.. الترقيع مستمر والأيام المقبلة توضح المشهد
كتبت نايلة المصري لـ “هنا لبنان”:
شكل التعميم الأخير الذي صدر عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، رقم 161، ضربة قاسية للسوق السوداء، حيث دخل مضارباً وبقوة على سعر الصرف. إلّا أنّ هذا الأمر عاد بإيجابية على المواطن، لا سيما في موضوع مولدات الكهرباء، التي ما كاد أصحابها يهددون بالإضراب المفتوح وإطفاء المولدات حتى أتى تراجع الدولار وبأكثر من 10 آلاف ليرة في أيام معدودة ليعيد خلط الأوراق، ويعيد موضوع المولدات إلى طاولة البحث بانتظار التوصل إلى خلاصة موحدة من المتوقع أن تبعد شبح العتمة عن اللبنانيين الذين تخلت عنهم دولتهم وباتوا تحت رحمة أصحاب المولدات.
في هذا الوقت، بدأت البدع تخرج يوماً بعد يوم من أصحاب المولدات، فبعضهم يقترح دفع بدل مالي مسبق (deposit) والبعض الآخر يذهب إلى وضع بدل ديليفري على الفاتورة لجني المزيد من الارباح، إضافة إلى التقنين الكبير الذي يفرضه أصحاب المولدات على المواطنين، والذي يزيد أزمتهم أزمة.
هذه الأسئلة، إضافة إلى موضوع الإضراب حملناها إلى رئيس تجمّع أصحاب المولّدات الخاصة عبدو سعادة الذي أشار إلى أنّ موضوع إطفاء المولّدات سيتمّ البتّ فيه في الساعات القليلة المقبلة، مشدداً في حديث لـ “هنا لبنان” إلى أنّ تراجع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، عاد بشكلٍ إيجابيٍّ على أصحاب المولدات، متمنياً لو يستمرّ هذا التراجع على النحو التالي، لما فيه خير المواطن.
سعادة لفت إلى أنّ الإضراب التحذيري الذي كان قد دعا إليه مردّه إلى أمرين أساسيين هما سعر صرف الدولار في السوق السوداء، وثمن صفيحة المازوت، لافتاً إلى أنّ أصحاب المولّدات في حالة ترقّب راهناً لما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع وسنبادل الإيجابية بإيجابية مماثلة.
وأعاد سعادة الدعوة إلى دعم المازوت بأسرع وقت ممكن للتخفيف من الفاتورة على المواطنين، والتي بلغت أرقاماً قياسية بات المواطن عاجزاً عن دفعها، كما أنّ أصحاب المولدات باتوا غير قادرين على دفع هذه الأرقام لتأمين المازوت، ما قد يضطر بعضهم إلى إطفاء مولداتهم أو حتى بيعها نظراً للخسائر الكبيرة التي يتكبدونها.
وحول ما يحكى عن انقطاع مادة المازوت من الأسواق، لفت مصدر نفطي لـ “هنا لبنان” إلى أنّ هذا الموضوع مرده إلى تأخر باخرة في إفراغ حمولتها، مشيراً إلى أن لا خوف من انقطاع المادة، لأنّ هذه المادة تباع بالدولار، أو بحسب سعر الصرف في السوق الموازية، ما يمنع احتكارها من جهة، وانقطاعها من جهة ثانية، مشيراً إلى أنّ هذه الأزمة باتت في مراحلها الأخيرة وأنّ الباخرة ستعمل في الساعات المقبلة على تفريغ الحمولة وإعادة ضخ المادة في السوق كالمعتاد.