خشية من العزوف والمقاطعة
كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان” :
عاد الرئيس سعد الحريري إلى لبنان ولن تطول استراحته قبل أن يبدأ مشاورات مع المسؤولين في تيار المستقبل وغيرهم من نادي رؤساء الحكومات السابقين والرئيس نبيه بري وآخرين، واللافت في هذه العودة أن كل أعضاء كتلة المستقبل النيابية يتحدثون بلغةٍ واحدة وهي أن الرئيس الحريري قد اتخذ قراره بالعزوف عن خوض الانتخابات حتى أنّ البعض منهم ذهب إلى حدّ وصف هذه الزيارة بأنها زيارة الوداع.
سيحاول من سيتشاور معهم الرئيس الحريري ثنيه عن قراره المتّخذ ولكن جهودهم ربما تحتاج إلى معجزة وأكثريتهم تدرك هذا الواقع، ولذلك سيحاولون معه التفتيش عن صيغةٍ تحفظ لتيار المستقبل الذي يحمل إرث الرئيس الشهيد رفيق الحريري البقاء فاعلًا على الساحتين السنية والوطنية، وقد تكون لدى العديد من هؤلاء وفي مقدمهم الرئيس فؤاد السنيورة مقترحات متعددة ويفترض أن يوافق الرئيس الحريري على إحداها كي ترى النور.
في البداية يجب معرفة كل التفاصيل المتعلقة بموقف الحريري فهل العزوف عن الانتخابات هو عزوف عن الخوض في السياسة اللبنانية ككل؟ وإذا كان القرار كذلك من سيتولى رئاسة تيار المستقبل وهل ستبرز صراعات مواقع القوى على السطح أم سيلتزم الجميع بمن يسميه الحريري؟
عزوف الحريري إن حصل سيترك تداعياتٍ على الجمهور السني المؤيد لتيار المستقبل سيتراوح بين الإحباط واللامبالاة، ولا يمكن تعويض هذا الأمر إلا بخطوةٍ كبيرةٍ كأن يُعلن تحالف إنتخابي بين أعضاء نادي رؤساء الحكومة السابقين يخوضون على أساسه الانتخابات في لوائح موحدة في كل دوائر الانتشار السني.
إن عدم الإقدام على هكذا خطوة قد يذهب بالسنة ومن دون قرار مركزي إلى مقاطعة الانتخابات النيابية طوعاً وهذا أمرٌ سيترك انعكاسات كبيرة على الساحة اللبنانية، فسيكون شبيهاً بمقاطعة المسيحيين لانتخابات ١٩٩٢ عندما أبعدوا أنفسهم عن موقع التأثير بأيّ قرار وأطلقت يد الوصاية السورية.
مواضيع مماثلة للكاتب:
ليس بلداً عربياً.. هذه الدولة هي الأكثر استثماراً في العقارات في تركيا! | بوتين يحدّث العقيدة النووية.. ماذا يعني ذلك؟ | في ظلّ الحرب.. ما هي أغلى المقاتلات الحربية في العالم؟ |