صاروخ “مزعوم” على الحدود الجنوبية يخرق جنون العاصفة.. هل تشتعل الجبهة مع اسرائيل؟
كتبت ماريانا سري الدين لـ “هنا لبنان” :
خرق “الصاروخ” المزعوم الذي سمع دويه ليل الأربعاء- الخميس في منطقة وادي العزية جنوبي مدينة صور باتجاه الأراضي المحتلة، العاصفة الثلجية التي كانت تضرب لبنان إلا أنه سرعان ما تلاشى بعد التقارير الإسرائيلية التي أكدت أن ما من صاروخ أطلق، والحديث عن صاروخ عبارة عن دعاية إعلامية لبنانية فقط فيما لفتت أخرى أن الصاروخ سقط في البحر.
من جهته، رأى الخبير العسكري العميد المتقاعد في الجيش اللبناني فادي داوود أن “ما من حدث أمني حصل جنوباً يوم الأربعاء يمكننا الحديث عنه لأنه تقنيًّا أن يقوم أحد برمي صاروخ ويقع بشكل خاطىء في البحر ليس وارداً ولا دقيقاً، فالذي لا يعرف استخدام الصاروخ لا يستعمله أصلاً”، مضيفاً: “من الممكن أن يخطئ الصاروخ في بعض المسافات أو بإحداثية معينة كبناية أو شارع آخر ولكن لا أن يقع مباشرةً في البحر”.
وتابع: “بأبسط تقدير عندما يكون هناك خلل في الصاروخ ويسقط في البحر سيعطيك مفاعيل تنتشر على الشاطئ ويحدث الخلل إجمالاً ساعة الإنطلاق أي في القاعدة لا عند الطيران، أو عند لحظة إطلاقه قد ينحرف عن مساره وتظهر المشكلة في لحظتها كخلل تقني”.
ولفت إلى أنه “حتى الإسرائيلي لم يعثر على أثر للصاروخ”.
وعن مصدر الدوي الذي سمعه أبناء المنطقة الجنوبية قال: “أعتقد وبالعودة للمعطيات التي لدي أن يكون أي شيء عدا الصاروخ كلغم أرضي، عبوة، أو ناتجًا عن تدريب ليلي”.
وأكد قائد عملية “فجر الجرود” لـ “هنا لبنان” أنّ “الأهم هو الظروف السياسية التي ترعى العمل العسكري وهي غائبة وليست موجودة الآن فيوجد مظلة فوق المنطقة تلك، ولحصول أيّ عمل أمني يجب أن يكون هناك مظلة سياسية أمنية ترعى العمل الأمني وإلا لا يحصل”.
وأضاف: “التحركات العسكرية تبقى دائماً لها هدف سياسي وعليها أن تخدم هذا الهدف. ففي حال وصلت المفاوضات السياسية إلى حائط مغلق تذهب إلى العسكر لفتح خط المفاوضات فيفرض العسكر معطيات جديدة، واليوم في الوضع السياسي القادم لا يوجد مناخ مناسب لتحرك عسكري والوضع العام من الجهتين واضح والمواقف واضحة في لبنان وإسرائيل”، مؤكداً أنّ “ما حصل الأربعاء لا يستدعي التوقف عنده فلا أرى أنه ناتج عن عمل عسكري خاصة في ظروف المفاوضات التي تسري في فيينا، ففي الوقت الذي تتكلم فيه إيران مع أمريكا على ترتيب الوضع لا يمكن تحريك جبهة بالرغم من إستهداف المسيرة الحوثية للإمارات والتي خرقت بشكل ما هذه القاعدة ولكنها استثنائية”.
وعن التهديدات الإسرائيلية المتكررة للبنان، قال داوود “إسرائيل في السبعينات استشعرت خطر مفاعل نووي جدي في العراق لم تصرح ولم تهدد خرجت وقصفت المفاعل وانتهى الأمر، وكذلك الأمر في ٢٠٠٧ استشعرت خطر مفاعل نووي في سوريا فقصفت مكان الخطر، وبالمقارنة مع ما يحصل حالياً أرى أن تهديدات إسرائيل هدفها الضغط على إيران لوقف برنامجها النووي لأنها لو أرادت ضربها لفعلت فالمناوشات الكلامية بخدمة المفاوضات فقط لا غير”.
أما فيما يخص التحركات جنوباً لحزب الله، كإطلاق المسيرات وعمليات التسلل من وإلى الداخل المحتل بالإضافة إلى التعرض لقوات الطوارىء الدولية وآخرها في بلدة شقرا وبنت جبيل، رأى داوود أنّ “الاعتداء على اليونيفيل ليس جديدًا فهناك إشكالات دائمة بينها وبين أولاد القرى الذين لهم توجه سياسي واحد ومعروف، والاعتداءات ناتجة عن قواعد عمل اليونيفيل وتهدف إلى تعديل قواعد الاشتباك وقد تحمل رسائل ولكنها ليست بجديدة، أي أنها ليست معيارًا أبداً ولا تشي بأي حرب قريبة مع إسرائيل”.