لبنان أكبر من أيّ مسؤولٍ ضعيفٍ ينكسر للمحتل! علوش لـ “هنا لبنان”: سنشارك كتيّار
كتب طوني سكر لـ “هنا لبنان” :
عاد الرئيس سعد الحريري إلى الساحة السياسية بعد غيابٍ دام أربعة أشهر، حيث بدأ سلسلةً من المشاورات حول عزوفه وتيار المستقبل عن المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة. وكان قد سبق وصول الحريري إعلان الرئيس تمام سلام عدم نيته بالترشح للانتخابات النيابية المقبلة.
موقف الحريري هذا لم يعلنه رسمياً حتى الساعة، وإن حصل يشكّل انتكاسةً كبيرةً لتيار المستقبل ومحازبيه ونوابه الذين بغالبيتهم يعارضون هذه الخطوة، وبحسب مواقف بعض نواب المستقبل تم اعتبار هذه الخطوة بأنها “ستزيد قوة حزب الله وسيطرته”.
فكان الأجدى أن يقوم سعد الحريري بمخاطبة قاعدته ومحاورة ومشاورة العقّال في الطائفة السنية، كما القوى السيادية، ليعلم أنّ ترك الساحة السنية وتشتيتها لا يصبّ بمصلحة أحدٍ سوى حزب الله.
سيذكر التاريخ أنّ سعد الحريري صاحب شعار “لبنان أولًا”، ترك لبنان في منتصف الطريق لضعف حسّ المواجهة لديه.
ربما كان على سعد الحريري العودة عن أخطائه الكثيرة وأولها فتح باب التسويات مع حزب الله مع إعلانه عن نية ترشيح سليمان فرنجية للخروج من الفراغ الرئاسي، وكان يجدر به التعالي عن حرده تجاه بعض القيادات السيادية التي تشاركه نظرته للبنان، وبدلًا من فكّ الصفّ السني المعتدل الائتلاف مع القوى السيادية اللبنانية الأخرى وخوض الانتخابات في كلّ لبنان بوجه الاحتلال الإيراني بجبهةٍ واحدةٍ تنقذ ما تبقى من لبنان.
إذا كان “ما حدا أكبر من وطنو” يا شيخ سعد، فالوطن لا يكبر ولا يُبنى من بعيد، لا يُبنى بترك الساحة للمحتل لا يُبنى ولا يكبر بالتحالف مع تيارات الفساد…
نعم لا أحد أكبر من “لبنان أوّلًا”، وأيّ هروبٍ من معركة الوصول إلى لبنان أولًا، هو بمثابة استكبارٍ على الوطن.
إن عدتَ يا دولة الرئيس لتطلق مبادرة إعطاء لبنان لحزب الله وتشتيت القوى المعارضة له بدلاً من فتح المعركة الانتخابية بوجهه، كان من الأفضل عليك أن لا تعود وتبقى حيث كنت لأنّ لبنان نعم أكبر… أكبر من أيّ مسؤولٍ ضعيفٍ ينكسر للمحتل…
عفواً إذا كان كلامي قاسيًا، علّك تعلم أنّ الأوطان لا تُبنى عن بعد والاحتلالات لا تجابه إلا بالانتخابات وبفرض أكثرياتٍ تحكم!
وفي حديثٍ مع موقع “هنا لبنان” أكّد نائب رئيس تيار المستقبل النائب مصطفى علوش أنّ “موقف الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل من المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، سيعلنه الرئيس الحريري يوم الاثنين وذلك بناءً على طلبه، فهو من سيقرر ماذا سيفعل”. وعن رأي المجلس السياسي في تيار المستقبل بهذا الشأن قال: “طبعًا هناك رأي ولكن هذه الآراء تبقى داخلية وهناك نقاشٌ بهذا الموضوع ومن بعدها يعلن الموقف رئيس التيار”.
وفي حال عدم مشاركة تيار المستقبل في الانتخابات النيابية المقبلة، هل سيكون هناك ترشيحاتٌ على صعيدٍ فرديٍّ قال علوش: “قد يكون هناك البعض من النواب المحددين الذين يريدون الترشّح على أساسٍ شخصيّ، فالترشح النيابي سيكون على صعيد لوائح، فحسب اللوائح يكون التحالف على صعيد شخصي. وأما أنا وغيري سيكون قرارنا قرار التيار “.
وعن موقفٍ سابقٍ له حول سواء أعلن الرئيس الحريري أم لم يعلن عن مشاركته في الانتخابات سنشارك في الانتخابات، قال علوش: “سنشارك كتيار”، وأما إذا كان ترشحه سيكون على صعيد شخصي قال: “أنا لن أشارك في الانتخابات إلا كمرشحٍ لتيار المستقبل”.
وهل سيتركون الساحة خالية لحزب الله، قال: “لنرى ما الذي سيحصل، والقضية ستتفاعل خلال الشهرين القادمين”.
وعن المشاورات مع قيادات الرابع عشر من آذار قال: “الرئيس الحريري سيلتقي النائب وليد جنبلاط على الأقل ولا أعلم مع من سيتشاور، هذا الشيء يعود له وليس لدي أي خبر بما سيفعل”.
وعن مشاورات الرئيس الحريري مع الرئيس نبيه بري حليف حزب الله، في حين موقفه من عدم المشاركة في الانتخابات هو لعدم إعطاء الغطاء لحزب الله اعتبر علوش “أن هذا الشيء وأسبابه يعود له وهو حرٌّ بهذه الأسباب”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
بسام مولوي من معدن الرجال الرجال! | لبنان يتأرجح بين مطرقة شاوول وسندان الشامي! | انتخابات القوات أمثولة… كيروز لـ “هنا لبنان”: القوات إطار جامع لأجيال المقاومة |