من طرابلس إلى الحسكة فديالى… داعش تعود وبقوة: هل حان الموعد في لبنان؟
كتبت كريستل شقير لـ “هنا لبنان” :
من بوابة سجن غويران في الحسكة السورية، غزوة داعشية أثارت الريبة في تفاصيلها وما رافقها من حالات فرار لعشرات العناصر الإرهابية.
إلى الهجوم الإرهابي في محافظة ديالى العراقية الذي استهدف مقراً للقوات الأمنية وأودى بحياة أكثر من عشرة جنود.
وقبلهما، خبر اختفاء شبان في مدينة طرابلس في ظروف غامضة الذي انتشر كالنار في الهشيم ليتضح لاحقاً أنهم إلتحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
مؤشرات مقلقة تعيد خلط الأوراق وترتيب الأولويات والحسابات الأمنية لتحديات جديدة قديمة تواجه المنطقة ولبنان من ضمنها.
هذه الأحداث يرى فيها المراقبون رسالة من التنظيم لإثبات وجوده في المنطقة بعد إنكفاء لم يدم طويلاً وتطرح علامات إستفهام عن المخطط الأكبر: من وجهة الإرهابيين الفارين إلى مصير الشبان اللبنانيين فالعمليات التي حملت توقيع تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي خضم هذه المخاطر، هل لبنان في دائرة الخطر؟ وهل هو اليوم خاصرة رخوة أم قوة مواجهة أمنية؟
رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد هشام جابر، وفي حديث إلى “هنا لبنان” نبّه إلى أن لبنان في مرحلة القلق الأمني التي لم تلامس بعد حدود الخطر الوارد في أي لحظة لأن التنظيم يعطي الآن الأفضلية للساحتين السورية والعراقية وهو ما تعكسه العمليات التي عاد تنظيم داعش لتنفيذها هناك.
لكن وبحسب جابر يبقى لبنان ضمن بنك أهداف التنظيم وفي صلب أجندته التي قد تتبدل بعد شهر أو شهرين أو حتى أكثر ما يحتم التعاون الأمني في هذه المرحلة والإبقاء على الجاهزية التامة لرصد أي تحركات مشبوهة ولجم أي مخطط محتمل مثمناً الاحتواء الأمني الحاصل على الساحة اللبنانية الداخلية بين القوى الأمنية كافة استناداً إلى المعلومات التي تزودها بها الأجهزة الأمنية التي تتابع عن كثب أي معطى جديد مشدداً على أن الوقت الآن لليقظة والوحدة للتصدي لأي محاولات جبانة لزعزعة الاستقرار.
وعن إلتحاق عشرات الشبان من طرابلس بصفوف التنظيم قبل أشهر، يقول جابر: هؤلاء كغيرهم في دول أخرى من المنطقة يتم تجنيدهم ليكونوا جاهزين لتنفيذ مخططات التنظيم في المستقبل.
ورداً على سؤال عما إذا كانت وجهتهم إلى لبنان؟ يجيب جابر: بطبيعة الحال ولأنهم على علم أكثر من غيرهم بالجغرافيا اللبنانية قد يتم إرسالهم إلى الداخل اللبناني حين يحين الموعد كما أنهم قد يتم تكليفهم بعمليات في دول أخرى.
ووفق الأرقام التي نشرها متخصصون في شؤون الحركات الإسلامية، فقد غادر منذ أشهر ما يزيد عن 150 شاباً طرابلس على دفعات من خلال مجموعات صغيرة استخدموا السيارات والباصات الصغيرة.
تأتي الأحداث الأخيرة لتكون بمثابة تذكير قوي بتحديات محاربة المتطرفين أمثال “داعش” وما يمكن أن يقدم عليه التنظيم لإعادة فرض نفسه على الأرض بمعادلة الانتقام على ما يبدو هذه المرة وهو أخطر ما في الأمر وسط ارتدادات كثيرة عرّت المخطط الدولي بضبط معتقلات داعش ما يفتح الباب على مرحلة مليئة بالقنابل الموقوتة القابلة للإنفجار في أي لحظة.
يشار إلى أنه وفي شهر تموز الماضي، حذر تقرير صادر عن الأمم المتحدة من أن تهديد الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة آخذ في التوسع والانتشار والجماعات الأصولية تشكل تهديداً متزايداً في أنحاء عدة من المنطقة العربية.
مواضيع مماثلة للكاتب:
قمة “إجماع عربي” في الرياض.. ولبنان سيحضر في البيان الختامي! | الجيش خط أحمر.. سور كنسي يحمي القائد! | “المجاري” تغزو الساحل.. روائح كريهة تخنق المواطنين وتهدد حياتهم! |