مطار بيروت تحت “النار”.. إلى مطار رينيه معوض دُر!
كتبت نايلة المصري لـ “هنا لبنان” :
“لم يعد مطار رفيق الحريري الدولي آمناً”، هذا ما أوحت به إحدى شركات الطيران، وإن بطريقة غير مباشرة، بعد أن أعلنت وقف الرحلات إلى لبنان نتيجة تعرض إحدى طائراتها إلى رصاصة طائشة أثناء تحليقها على علو منخفض فوق المطار.
هذه الحادثة أعادت إلى الواجهة ضرورة فتح مطار رينيه معوض، وتحويله إلى مطار مدني، حيث تحول تشغيله إلى ضرورة في ظل الوضع الراهن، إن لناحية تخفيف الازدحام في مطار بيروت، أو لناحية الأمن الذي يتمتع به هذا المطار، لا سيما بعد أن أوصى مؤتمر “سيدر” بإعادة تشغيله كمطار مدني دولي.
هذا من دون أن ننسى أن لهذا المطار موقع جغرافي مميز يجعله محط أنظار عدد من الدول، لا سيما في المرحلة المقبلة، إذا عرف لبنان كيفية استغلال هذا الموضوع، ولعب دوره في إعادة إعمار المنطقة، ما سيجعل هذا المطار، محطّ جذب قوى دولية كبرى.
إضافة إلى أن فتح المطار سيحقق نمواً اقتصادياً وسياحياً، وبإمكانه أيضاً توفير نحو 6 آلاف وظيفة في سنته الأولى، و21 ألف فرصة عمل، إلا أن هذه الدراسات ظلت حبراً على ورق، خصوصاً وأن الخطوات التنفيذية المطلوبة، لإشغال هذا المرفق الحيوي، تكاد تكون معدومة.
ومن هنا يشير العميد المتقاعد نزار عبد القادر، أن تشغيل مطار القليعات، رينيه معوض، متوقف عند القرار السياسي، المانع للتشغيل، لا سيما من قبل “الثنائي الشيعي” كونه مرفقًا حيويًّا، تتم السيطرة عليه بقوة من قبل القيادات الحزبية، وتتم فيه مراقبة من يدخل ويخرج منه، هذا فضلاً عن أنهم يسيئون للبنان بموضوع الشعارات التي يرفعونها عند بوابة المطار.
عبد القادر وفي حديث لـ “هنا لبنان” شدد على ضرورة أن يخرج هذا الموضوع من إطار التجاذبات السياسية، وأن يتم بحثه بطريقة اقتصادية، نظراً للفوائد الكبيرة التي سيعود بها على البلاد، مشدداً على أنه من الضروري أن يكون للبنان مطارين وأن تحلّ هذه العقدة الكبيرة وهذا الأمر لا يتعارض مع مساحة البلاد.
وفي هذا الإطار، تشير العديد من الدراسات إلى أنه من الناحية الجغرافية يتفوق مطار القليعات في موقعه على مطار بيروت الدولي، لعدم تعرضه للعواصف التي قد تؤثر على حركته، فهو مجهّز برادار G.G.A يتيح للطائرة الهبوط في أسوأ الأحوال الجوية، كذلك لم تنشأ في محيطه الأبنية التي تعيق حركة الطيران، كما أنه مجهز بمدرج طوله 3200 متر وقابل لتطويره إلى 4000 ، وعرضه 60 متراً، وله أيضاً مدرج ثانٍ تتوافر فيه قطع غيار وأجهزة اتصال ورادار أبنية ومستودعات وقود وهنغارات صيانة.
ومن هنا، يشدد عبد القادر، على أهمية تأهيل هذا المطار، على أن يكون خاضعاً بشكلٍ كاملٍ إلى سيادة الدولة، ما يسمح بإعادة البلاد إلى ما كانت عليه في السابق، منارة ونقطة وصل بين الشرق والغرب، كما أن إعادة تأهيل هذا المطار، سيعيد تسيير العديد من الرحلات مع الكثير من شركات الطيران التي أوقفت في السابق رحلاتها إلى لبنان، هذا فضلاً عن إمكانية أن يكون هذا المطار محطة مهمة لناحية الشحن وتسهيلات الترانزيت، كما أنه سيسمح بفتح منطقة حرة جديدة وما يستتبع ذلك من خلق فرص عمل وإدخال أموال صعبة إلى البلاد في ظل الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب الذي يعاني منه.
مطار رينيه معوض بات اليوم حاجة أكثر من ملحة للبنان تساعده على التخلص من أزمته وفتح آفاق جديدة للنمو، فهل ستقدم الدولة على هذه الخطوة وتتحرر من السيطرة السياسية على قرارها؟