هل يمنع الدولار اللبنانيين من التزلج على الثلج؟
كتبت ليا سعد لـ “هنا لبنان” :
كسا الجنرال الأبيض قمم جبال لبنان مصحوباً بموجة من الصقيع أرخت بثقلها على اللبنانيين الذين هم بالكاد قادرون على تأمين مصادر للتدفئة في ظل الطقس الجليدي.
ووسط هذا المشهد الشديد البرودة، أتى خبر إفتتاح موسم التزلّج ليُثلج قلب عشاق الرياضات الشتوية، ويشكِّل لهم متنفَّساً يُقصيهم ولو لبعض الوقت، عن الأزمات التي يكابدونها يومياً، وينسيهم لوهلةٍ جائحة كورونا التي حرمتهم في خلال السنتين الماضيتين من ممارسة هوايتهم المفضّلة.
ولكن، لا مهرب من تأثير الدولار حتى على الثلج والرياضات الشتوية، فغالبية محطات التزلج سعرت الـ”journée” بالدولار الأميركي، غاضةً النظر عن الأزمة الاقتصادية التي نمر بها.
وفي جولةٍ على مراكز التزلج نجد أن الأسعار الموضوعة لاستقبال الزوّار تتراوح ما بين ١٢ دولاراً (في اللقلوق)، و٢٠ إلى ٢٥ دولاراً (في كفرذبيان)، ما عدا مركز التزلج في الأرز الذي أصدر تسعيرته بالليرة اللبنانية وقد بلغت ٤٥٠ ألف ليرة مع الإشارة إلى أنّ كل تلك الأسعار مخصصة لإستقبال محبي التزلج خلال أيام الأسبوع، وليس في عطلة نهاية الأسبوع، حيث ترتفع بطبيعة الحال بطاقات الدخول.
سؤال يطرح نفسه: لماذا التسعير بالدولار؟ وهل المواطن قادر على تحمل هذه الأسعار لممارسة هواياتٍ لا تعد من أساسيات الحياة؟
يوضح لنا مدرب لرياضة التزلج أسباب موجة التسعير بالدولار التي اجتاحت المراكز. وهو في هذا الإطار، يشير إلى الإنقطاع الدائم للكهرباء وإجبار المراكز على تشغيل مولداتها الخاصة التي تحتاج للمازوت وللصيانة، وبطبيعة الحال، فإن أصحاب المراكز يشترون المازوت بالفريش دولار نتيجةً لرفع الدعم عن المحروقات.
ويضيف المدرب بأنّ العاملين في هذا القطاع هم عمال موسميون، غالبيتهم لا عمل لهم إلا في موسم الثلج، ووسط غلاء المعيشة، يضطر أصحابُ مراكز التزلج لدولرة تعرفة الدخول، لرفع أجور العاملين في هذا القطاع.
دولرة رسم الدخول ورفع الدعم عن المحروقات لم يمنعا رواد التزلج من ارتياد المراكز التي غصت بالمتزلجين.
يُصرُّ أحدُ روّاد التزلّج في حديثنا معه، على القول بأن ما من عائق مادي، مهما بلغت كلفته، سيحول دون ممارسته لهواية التزلّج التي ينتظرها من موسم إلى آخر بفارغ الصبر .
إذًا، لا شيء سيمنع رواد التزلج من ممارسة هواياتهم، فهل ستكون كورونا العائق أمامهم؟ أم أنّ الأجهزة المعنية ستغضّ نظرها عن الجائحة لتحريك العجلة الاقتصادية؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
 الأدوية المنتهية الصلاحية.. خطر كبير يهدد مرضى السرطان! |  بعد كورونا والكوليرا.. الحصبة: تهديد جديد للبنان؟ |  مهنة صيد الأسماك مهددة بالتوقف… والكوليرا أحد الأسباب؟ |
