في “حدا” مهجوس بـ “حدا”
كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان” :
في “حدا” تتلمذ على عمه في السياسة على مدى ثلاثين عاماً، فتحوّل في سنواتٍ قليلةٍ إلى مدرسةٍ في الديماغوجية والتناقض والوصولية قائمة بحدّ ذاتها، تخرّج ببغاوات حقدٍ وحفّاري قبور.
في “حدا” مكروه في بيئة حركة أمل وبيئة تيار المستقبل وبيئة الحزب التقدمي الإشتراكي وبيئة القوات اللبنانية وتيار المردة وحركة الإستقلال، ومكروه من قوى الثورة والمجتمع المدني وحزب الوطنيين الأحرار والكتائب وحتى في بيئته الخاصة يكرهونه، فيما يعتبر نفسه قامةً سياسيةً إستثنائيةً ومحبوب الجماهير الأول في لبنان.
في “حدا” قيل فيه أنه الفتنة المتنقلة، والقبّوط، والعنصري والحرامي والكذاب والأرنب وتيريز والديماغوجي والإستفزازي والمنافق. وما قيل قليل!
في “حدا” “مصلحجي”، “نطناط”، يهاجم الميليشيات السابقة التي قدمت آلاف الشهداء دفاعاً عن الدولة يوم كان بعمر الورود والشقاوة وسن “السقالة”، وهو نفسه، قاعد منذ 16 عاماً في حضن الميليشيا خاطفة الدولة والحكومات والجمهورية.
في “حدا” صغير، لا في الحجم الجسماني، ولا في السن، وقد تجاوز الخمسين بعامين. إنّما صغير في أخلاقه.
في “حدا” فات بالعرض في المشهد السياسي الحالي، ليقارن بين قطبين، ما يجمعهما أكثر بكثيرٍ ممّا يفرّقهما، وعلى الأقلّ فالإثنان يعتبران أن لا ميليشيا في لبنان سوى الميليشيا الإيرانية المنشأ والتمويل والتبعية، وهي أصل العلل ومانعة التقدّم والسبب الأول لعزلة لبنان وتردّي علاقاته بالدول العربية.
في “حدا” متحالف مع ميليشيا لا مشروع لها سوى استيلاد الحروب وتسعيرها، في لبنان وخارج لبنان، يهاجم رجل دولةٍ يعمل لبناء دولةٍ تنتمي إلى هذا العصر.
في “حدا” مستعد، متل أستاذه، لدوس تاريخ الشهداء وطيّ المبادئ والرضوخ لمحتل من أجل كرسيٍّ وموقع. وفي حدا لم ينسَ يوماّ شهادة شهيد.
في “حدا” يتغذّى كل يوم من سموم الكراهية يتنشقها بمسام عقله المريض.
في “حدا” مهووس ومهودس ومكوبس ومهجوس بـ “حدا”، هو نقيضه تماماً.
في “حدا” يشبه “حدا” إلى حدٍّ مذهل. في وَلد كأنه من ضلعه وُلِد. في “حدا” مجرّد صدى.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |