عون في دار الفتوى للمرة الأولى منذ انتخابه رئيساً: هواجس من الانكفاء السّنّي
كتبت كارول سلوم لـ “هنا لبنان” :
أن يزور رئيس الجمهورية ميشال عون دار الفتوى للمرة الأولى كرئيس للبلاد، بعد أن اقتصر التواصل طيلة الفترة السابقة على الموفدين لاسيما عند قيام أزمات تأليف الحكومة أو عبر الهاتف لمناسبات دينية، فذاك يعني أن الوضع يستدعي اجتماعاً مباشراً خصوصاً إذا كان متعلقاً بالكلام عن مقاطعة سنية للانتخابات النيابية في أعقاب خطوة الرئيس سعد الحريري.
قد تتعدد القراءات عن هدف الزيارة التي قام بها الرئيس عون إلى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، في العام الأخير من ولايته وعشية الاستحقاق الانتخابي، ومعلوم أن العلاقة بين بعبدا ودار الفتوى في عهد الرئيس عون لم تكن في أفضل حالاتها ولعل عدة مواقف صادرة عن الجهتين تعزز ذلك، دون إغفال البيانات التي كانت تصدر لتوضيح موضوع الصلاحيات وغير ذلك.
وربما أراد رئيس الجمهورية بالنسبة إلى البعض إصلاح ما اعترى هذه العلاقة قبيل مغادرته سدة الرئاسة، وربما فرضت الأحداث الأخيرة تدخلاً مباشراً من قبله وأراد تبديد بعض الهواجس في ما خص الانكفاء السني عن المشهد السياسي، وإلّا لكان أوفد أحد مستشاريه لنقل الرسائل.
وفي جميع الأحوال تمت الزيارة في توقيتٍ لافتٍ، وقال مقربون من عون لـ “هنا لبنان” أنّ هناك عدة رسائل حملتها في طياتها، أولاً: التأكيد على التمسك بإنجاز الانتخابات النيابية في موعدها باعتبارها استحقاقًا دستوريًّا، ثانياً: التأكيد على دور المكون السني في الحياة السياسية اللبنانية، وثالثاً: الإشارة إلى أن تجارب عدم المشاركة والعزل مأساوية والشواهد على ذلك في التاريخ اللبناني كثيرة.
وأوضح المقربون من عون أنه تحرك لرفضه كل ما يؤدي إلى استغلال الوضع بعد عزوف الحريري عن المشاركة في الانتخابات، وكشفوا أن المفتي كان مستمعاً لهواجسه وبرز تأكيد على أهمية حضور الطائفة السنية ومشروع الدولة، وقالوا أن موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي واضحٌ لجهة أن الطائفة السنية لا يمكن أن تقاطع الانتخابات.
أما مصادر المجتمعين فأوضحت لـ “هنا لبنان” أن الحديث دار حول الأوضاع العامة وملف الانتخابات في ضوء موقف الرئيس الحريري والجو العام عن قيام مقاطعة سنية، وأشارت إلى أن المفتي كان مستمعاً وتداول مع رئيس الجمهورية في هذا الموضوع وعبر عن وجهة نظره والتي انعكست في الموقف بالأمس خلال تأدية صلاة الجمعة.
وأفادت أنهما بحثا في العلاقات مع الدول العربية والتحرك الذي قام به لبنان والجواب اللبناني الذي أرسل إلى القيادة الكويتية فضلاً عن الأوضاع الاجتماعية والصعوبات التي يعاني منها المواطنون والخطوات التي تتخذ من أجل المعالجة. وكشفت المصادر أن عون أكد للمفتي أن الحديث عن المقاطعة ليس بالأمر السليم مشيرة إلى أن جو الاجتماع كان إيجابياً.
وقال النائب عاصم عراجي في تصريح لـ “هنا لبنان” أن الزيارة كما بدت، تندرج في سياق استطلاع الموقف بعد الكلام الذي أشيع عن المقاطعة السنية للانتخابات ، كما للتأكيد على أهمية حضور المكوّن السني.
من جهة ثانية، لفت النائب عراجي إلى أن ما أقدم عليه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل طيلة الفترة الماضية أساء إلى عهد الرئيس عون ولم يترك له مجالاً لترميم أي علاقة مع أي فريق، فباسيل ورط رئيس الجمهورية في إشكالات عديدة، وهاجم الجميع وساهم في الإساءة لعلاقة التيار الوطني الحر مع جميع الأفرقاء..