هل سمع الشيخ نعيم بلقمان؟
كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان” :
من يتابع مقابلات نائب المرشد الأعلى للجمهورية اللبنانية، في الفترة الأخيرة، يلاحظ توقاً متّقداً إلى تعزيز الديمقراطية من خلال الإنتخابات النيابية ونشداناً للتغيير السلمي عبرها، وحماسة لبناء الدولة. ومن يصغي إلى الشيخ نعيم يُخايل إليه أن الرجل المعمّم يقود حركة في صلب المجتمع المدني. وقوله يثبت المتخيّل: “نحن من دعاة بناء الدولة لخدمة الناس ونظم أمورهم، ولم نكن يوماً بديلاً من الدولة، ولا نقبل بأن نكون كذلك”، لا حاجة أن تحلف يا شيخ. صدقناك!
وفي مكان آخر يعلن أن “حزب الله”، يعتبر الانتخابات “محطة ضرورية لتخرج لبنان من انسداد الأفق الذي وصلنا إليه، ولنرى ما هو التجديد أو التغيير أو التأكيد من خلال خيارات الناس في اختيار ممثليهم في المجلس النيابي”..
اللعنة على من سدّ الأفق!
يواكب هذا الشوق وتلك الحماسة حرص الشيخ نعيم، على انتهاج سياسة اليد المفتوحة والإنفتاح، حتى على الخصوم وإبقاء المعركة السياسية في إطارها الحضاري، وكم بدا لطيفاً مع القوات اللبنانية إذ وصفهم بأنهم “جماعة لهم تاريخ مليء بالإجرام والقتل لأبناء طائفتهم ووطنهم”، فيما الشيخ نعيم طالع من منظمة تنادي باللاعنف وما أيام الدم والحروب بين الأخوة الشيعة سوى صفحات مجد وبراءة ومحبة.
ضحايا الحرب الممتدة بين العامين 1975 و1990 فاق المئتي ألف. جميعهم، بحسب تأريخ الشيخ نعيم، في رقبة القوات الخارجة من رحم الكتائب، وضحايا ما بعد الطائف برقبة من يا شيخ؟
الذاكرة تخون. فلا بأس بباقة من المنشطات المساعِدة.
أيعرف الشيخ نعيم قاسم أن “قائد رأي” علمانياً اسمه لقمان سليم قُتل مساء الثالث من شباط 2021 ووجدت جثته في منطقة العدوسية فجر الرابع من شباط؟ القتيل غدراً كان يعرف، وأمه تعرّف، وزوجته تعرف، وأصدقاؤه يعرفون أن مواقفه المناهضة لـ “حزب الله” وشجاعته الاستثنائية، هي سبب تصفيته.
وهل قرأ الشيخ نعيم تغريدة جواد نصر الله، وجثة لقمان بعد طرية، المجلّة للموت والمؤاسية لأهل القتيل: “خسارة البعض هي في الحقيقة ربح ولطف غير محسوب #بلا أسف”؟
وهل تسنّى للشيخ نعيم قراءة حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي جرّمت أحد أركان “الحزب” الليبرالي الإلهي، بانفجار شلّع رئيس حكومة وباقة من الأبرياء؟ وهل ألقى نظرة، مجرّد نظرة، على القرار الظني بحق محمود حايك المتهم بمحاولة اغتيال النائب بطرس حرب؟
هل قام الشيخ نعيم بتعزية والدة النقيب وسام عيد، أو زوجة وسام الحسن أو ذوي بيار الجميل ووليد عيدو؟ هل نظر في عيني غسان تويني بعد تفجير ابنه جبران؟ هل يذكر هاشم السلمان الشيعي كيف قضى وبهراوات من؟ وهل تابع كمواطن ومسؤول مشهد اغتيال جو بجاني؟
وأخيراً هل يعرف الشيخ نعيم من ألصق عبارة “المجد لكاتم الصوت” على سور بيت مسوّر بالحرية في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |