هنا لبنان هل اقتربت نهاية "البيتكوين"؟

أخبار بارزة, خاص 2 شباط, 2022

كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان”:

بعد أن تمتّعت العملة الرقمية الأكثر شهرة في العالم “البيتكوين” بعام جيد جداً في 2021، وقُدّرت سوق التشفير بالكامل بـ 2 تريليون دولار من حيث القيمة، تواصل العملة المشفرة انخفاضها بعد أن فقدت 40% من قيمتها منذ بلوغها ارتفاعاً قياسياً عند 69 ألف دولار في تشرين الثاني الماضي، والذي يعدّ أعلى مستوى على الإطلاق. وبحسب الخبراء، سيشهد العام 2022 تقلّبات في قيمة هذه العملة.

يقول الأكاديمي والخبير الاقتصادي د. بيار الخوري لـ “هنا لبنان”: “منذ انطلاقها قبل عقد من الزمان شهد سعر العملة المشفرة (بيتكوين) تقلبات واسعة ومذهلة في الواقع. شهد ارتفاعاً مشهدياً حتى بلغ ٢٠ ألف دولار ثم انهار إلى حدود ٣ آلاف دولار قبل أن يستعيد مسيرته التصاعدية متجاوزاً كل مرة القمة التي اعتبرت من قبل المحللين مستحيلة”.

ويتابع: “الاتجاه التصاعدي بات اتجاهاً ثابتاً عبر السنين رغم أننا نسمع كل شهر عن انهيار وشيك للبيتكوين وباقي العملات المشفرة. صحيح أن التقلبات الحادة لا زالت تميز هذا السوق ولكنها تقل مع مرور الوقت بالنسبة المئوية”.

ويضيف الخوري: “كلما زادت النقمة على النظام النقدي الدولي بسبب مسؤولية البنوك المركزية عن خلق النقد وخلق الشروط لمزيد من التضخم كلما اتجه المزيد من المعارضين للنظام النقدي نحو العملات المشفرة وعلى رأسها البيتكوين”.

ويرى أن محللي الأسواق لا زالوا يتوقعون بلوغ سعر العملة المشفرة مبلغ ١٠٠ ألف دولار خلال هذا العام أو انخفاضًا واسعًا إذا ما لامس حاجز ٣٠ ألف دولار. وهذا يدل على التقلب الواسع في سعر التداول لكن توقعات جدية ورصينة تتجاوز في الواقع مبلغ المئة ألف دولار بكثير”.

ويشير إلى أن جي بي مورغان تتوقع سعر ١٤٦ ألف دولار لوحدة البيتكوين على المدى الطويل فيما بلومبرغ تتوقع مستوى ٤٠٠ ألف دولار”.

ويشدد على أنه “يجب ألّا ننسى أننا نقترب من إصدار كامل الكمية المتاحة من التعدين والبالغة ٢١ مليون وحدة حيث يبلغ حجم الإصدار حالياً حوالي ١٩ مليون وحدة”.

بدوره، يقول المستشار في أمن المعلومات الرقمية رولاند أبي نجم أنه من الصعب التوقع ما إذا كانت البيتكوين ستشهد تراجعاً أو ارتفاعاً في الأيام المقبلة، إلا أن هناك معلومات تشير إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن يتجه نحو قوننة سوق العملات الرقمية، لأن الارتفاع والهبوط المتسارعين لهذه العملات يؤديان إلى تذبذب الوضع الاقتصادي في أميركا، ما ينذر بانخفاض قيمة العملة الرقمية الأولى عالمية “البيتكوين” وانهيارها في عام 2022 بما يقضي على جميع مكاسبها التي تحققت في فترة الـ 18 شهرًا الماضية تقريباً.

ويرى أن أسباب انخفاض قيمة البيتكوين جاءت بعد ارتفاع معدل التضخم السنوي في الولايات المتحدة إلى 6.2%، وهو مستوى قياسي لم تشهده الولايات المتحدة منذ أكثر من 30 عامًا، وسحب بنك الاحتياطي الفيدرالي دعمه للأسواق والاقتصاد في عام 2022 واعتقاد المتداولين أن البنك المركزي سيرفع أسعار الفائدة أربع مرات هذا العام، ما دفع المستثمرين نحو التحوّل إلى ما يسمى بأسهم القيمة في قطاعات مثل الطاقة والتمويل التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بصحة الاقتصاد.

ومن أسباب انخفاض البيتكوين أيضاً هو اقتراح البنك المركزي الروسي بحظر التعدين وتداول العملات الرقمية.

ويؤكد أن قيمة العملات الرقمية والتي ترتكز على اللامركزية مرتبطة بالنهاية بقرارات الدول العظمى واقتصادها، من الصين، وأميركا وروسيا وغيرهم.

ويضيف بأنه لا يمكن فصل التكنولوجيا والعملات الرقمية عن سياسات الدول العظمى واقتصادها. من يتحكّم بكل شيء في العالم هو سياسات الدول العظمى فقط لا غير!

ويرى أبي نجم أن استقرار العملات الرقمية يرتبط بمدى استقرار وضع الاقتصاد العالمي وخفض البنوك المركزية أسعار الفائدة، لأن مثل هذه الظروف سوف تجذب المستثمرين إلى الأصول الخطرة.

ويلفت أبي نجم إلى أن المستثمرين سيتجهون نحو “الإثيريوم” أو ما يشبهها لأن هذه العملات ليست مجرد عملات رقمية. وعلى سبيل المثال، تقدم الإثيريوم تقنية العقود الذكية (Smart contract) وهي طريقة آمنة لإبرام العقود الرقمية دون بناء الثقة المتبادلة أولاً (للتغلب على غياب الثقة في المعاملات بين الأطراف المجهولة). كما أن عمليات التحويل فى الإثيريوم أسرع من البيتكوين، ويمكن لتقنية بلوكتشين الخاصة بها التعامل مع معاملات أكثر من بيتكوين. معظم الناس يشترون إثيريوم لغرض المضاربة. وهذا يعني أنهم يستثمرون في هذه العملة المشفرة لكسب المال منها.