“غادة Show”
كتبت إليونور اسطفان لـ “هنا لبنان”:
نكاد نقول إنّ “لا شغلة ولا عملة” لدوائر القصر الجمهوري والمحيطين بالرئيس ميشال عون سوى “قبع” حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. نستخدم عبارة الـ “قبع” لأنّها باتت رائجة.
لم ينجح الأمر في القضاء مع طارق البيطار، فعُطِّل دوره. المحاولة تتكرّر منذ سنتين تقريباً مع سلامة، بشتّى الطرق، في الداخل والخارج. تشويه صورة، وحملات ومقالات وتحويل قاضية إلى موظفة في القصر الجمهوري “تضبّ” ملفّاً وتُخرج آخر.
هل نتذكّر “غادة Show” أمام شركة مكتف الماليّة، ودعمها من قبل عناصر حزبيّة، و”لبط” الأبواب والرقص على الشرفات؟ أين أصبحت التحقيقات وماذا وجدت في الكمبيوترات المصادرة؟ لا شيء.
والعرض نفسه يستمرّ مع رياض سلامة، بحثاً عن ضحيّة لإلقاء فشل العهد عليه. وبحثاً عن انتصارٍ وحيد في عهدٍ لم نشهد فيه إلا الخيبات. وبحثاً عن الإمساك بالقرار المالي المتحرّر من سطوة جبران باسيل.
طلب إحضار سلامة لم يُتخذ من قبل غادة عون. هي أداة فقط. اتّخذ في القصر الجمهوري، الذي طلب إحضار القاضية عون وأمرها بأن تفعل ما فعلته. وما فعلته هو سكّينٌ آخر يُغرس في قلب القضاء اللبناني الذي يعيش اليوم أسوأ أيّامه، بشهادة قضاةٍ قال أحدهم بالأمس، في جلسةٍ خاصّة: أصبحت أخجل بأنّني قاضٍ.
لكنّ غادة عون لا تخجل. هي تواصل استخدام بعض الصحافيّين والحزبيّين للترويج لقراراتها التي تضرب بالقانون عرض الحائط، في وقتٍ يغطّ التفتيش القضائي في نومٍ عميق فوق عشرات الشكاوى المرفوعة بوجه قاضية الجمهوريّة.
هيبة القضاء تُنتهك من قبل من يفترض بهم حماية الدستور والقانون. المطلوب رأس سلامة مهما كان الثمن. من أدخل البلد في حروبٍ وتعطيلٍ وأزمات، سيهون عليه هذا الـ “مهما كان الثمن”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
الخطيئة المميتة | قضية فساد الأدوية المزوّرة: القاضية جويل أبو حيدر تواجه جو دبس لحماية صحة الأطفال.. وقرار ظنّي بجو دبس بجرائم الغشّ والتزوير وتبييض الأموال | باسيل يلعب بنار التيار |