هل من مستقبل لشيعة “المستقبل”؟
كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان” :
يحلو لمنظِّري تيار المستقبل أن يفاخروا بأنّ تيارهم ينفرد بكونه “عابرًا للطوائف”، وأن هذه الميزة غير موجودة في أحزاب وتيارات أخرى.
ولكن في رصدٍ هادئ لهذه المقولة يتبيّن أنها غير دقيقة، أو على الأقل انحسرت، فيرتسم السؤال الآتي:
أين شيعة المستقبل اليوم؟
من النائب السابق والوزير السابق باسم السبع الذي رافق الرئيس الشهيد رفيق الحريري واستمر مع الرئيس سعد الحريري، أين هو اليوم ؟ خارج لبنان.
إلى الدكتور غازي يوسف الذي كان أحد الذين أعدوا كتاب “الإفتراء في كتاب الإبراء” الذي صدر ليرد على كتاب “الإبراء المستحيل” الذي أعدَّه النائب إبراهيم كنعان وكتب مقدمته العماد ميشال عون، لإدانة السياسة المالية للرئيس السنيورة، ومن ورائه الرئيس الشهيد رفيق الحريري. أين الدكتور يوسف اليوم؟ متوارٍ.
إلى الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون الذي خرج أو أُخرِج من عباءة حركة أمل وانضوى تحت عباءة تيار المستقبل. أين هو اليوم؟
إلى النائب السابق عقاب صقر الذي كان أحد الأصوات العالية في التعبير عن سياسة الرئيس سعد الحريري، وخاض معاركه على أكثر من مستوى سواء قبل أن يصبح نائبًا وبعد أن أصبح نائبًا، أين هو اليوم؟ خارج لبنان.
إلى الأستاذ نديم قطيش الذي نجح في إعلام المستقبل، أين هو اليوم؟ خارج لبنان.
هذه عينة من أبرز الشخصيات من الطائفة الشيعية الكريمة التي من خلالها كان تيار المستقبل يفاخر بأنه عابر للطوائف.
لماذا البعض منهم انكفأ؟
يقول عارفون أن الرئيس سعد الحريري، في مكانٍ ما، أراد مسايرة الرئيس نبيه بري فأبقى غريمه محمد عبد الحميد بيضون تحت سقف “المشورة الاقتصادية الأكاديمية” ولم يُرَقِّه إلى أعلى من ذلك، كذلك فعل بالنسبة إلى الدكتور غازي يوسف.
ويتابع هؤلاء العارفون أن “شيعة المستقبل” قاتلوا من أجل الرئيس الحريري، لكنه لم “يقاتِل لهم”.
انحسار المساحة الشيعية في تيار المستقبل، قابله اتساع المساحة السنية لدى حزب الله. وشهيرةٌ مسألة تخلي حزب الله عن وزير من حصته الشيعية، في إحدى الحكومات ليعطي حقيبةً للوزير فيصل كرامي، ناهيك عن احتضانه شخصيات سنية، من النائب أسامة سعد، في مرحلة من المراحل، إلى العميدين علي الحاج ومصطفى حمدان، فلماذا لم يجرؤ الرئيس سعد الحريري على “اللعب بملعب الشيعة” كما فعل ويفعل حزب الله “في ملعب السنَّة”؟
هذا سلوك “تدوير الزوايا” مع ثنائي حزب الله – حركة أمل، وهو سلوكٌ جعل “الشيعة المستقلين” ينأَوْن بالنفس عن تيار المستقبل الذي خسرهم من دون أن يربح الثنائي.
مواضيع مماثلة للكاتب:
راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها | لبنان أمام عشرة أسابيع حاسمة | تدمير تحت الأرض.. دمارٌ فوق الأرض |