مجد حرب… “هيَّا فتى الكتائب”
كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان” :
صدمةٌ تسبَّب بها موقف النائب السابق سامر سعادة، من تبنّي حزب الكتائب ترشيح المحامي مجد حرب نجل النائب والوزير السابق الشيخ بطرس حرب. سبب الصدمة أنّ سامر سعادة يعتبر نفسه “الأحقّ والأوْلى والمرشح الطبيعي” لحزب الكتائب في البترون، فهو نجل نائب البترون الراحل الدكتور جورج سعادة الذي مثَّل القضاء لأكثر من ربع قرنٍ وكان نائبًا لرئيس الحزب ثم انتخب رئيسًا له، وكان أحد الصقور وأحد أعضاء “لجنة العتالة” في مؤتمر الطائف، فمن وجهة نظر نجله، هل هكذا يُكافأ؟
الشيخ سامي الجميِّل، رئيس حزب الكتائب، في مؤتمر تبنّي المحامي مجد حرب، لم يتوانَ عن “تنسيبه” إلى الكتائب، فخاطبه بالـ “رفيق”، “ورأينا أنه سيلتزم مبادئ الكتائب”، لكنه لم يقُل لماذا ضحّى بـ “رفيق ملتزم مبادئ الكتائب”؟ بل ألمح إلى سبب التضحية في المؤتمر ذاته حيث قال: “ولكي نربح المعركة علينا أن نقوم ببعض التضحيات”. هل هذا يعني أن خوض المعركة بالـ “رفيق القديم سامر” خاسر، فيما خوضها بالـ “رفيق الجديد مجد” رابح؟
للرفيق “المخلوع” سامر، وجهة نظر أخرى، فإثر إعلان رئيس الحزب تبنّي مجد حرب، رَّد سامر سعادة فكتب:
“الكتائب في البترون ليست سلعة في سوق الانتخابات. نضال الكتائب في البترون ليس ذبيحة على مذبح التسويات السياسية، قرار ترشيح مجد حرب هو طعنة لتضحيات الكتائب في
الشمال وإنهاء لوجودها، لمن دفع ثمن تجييرنا، أريد أن أبلغه رسمياً، بأنه اشترى شيكًا من دون رصيد. للحديث صلة…”
خطيرٌ ما يقوله سامر سعادة، ينفي وينسف كل ما قاله رئيس الحزب، خصوصًا في قوله: “أريد أن أبلغه رسمياً، بأنه اشترى شيكًا من دون رصيد”.
نحن في هذا الحال أمام معطيات مختلفة، فلرئيس الكتائب ومجد حرب معطيات وأرقام عن معركة البترون، غير تلك التي لسامر سعادة، وما عليهم سوى انتظار ما ستقوله الصناديق ليتبيَّن الخيط الأبيض من الخيط الاسود.
بحسب الأرقام فإن حزب الكتائب لديه نحو ثلاثة آلاف صوت تفضيلي في البترون، هل ستصمد هذه الأرقام إذا كان المرشح مجد حرب وليس سامر سعادة؟
سعادة لم يكن يومًا نائبًا عن البترون، بل لدورتيْن “رُحِّل” إلى طرابلس حيث كان نائبًا عنها، وحين قرر العودة، لم يجد مقعده بل قرر الحزب إعطاءه لمجد حرب.
ويبدو أن استراتيجية رئيس حزب الكتائب لانتخابات 2022 مختلفة عن استراتيجية دورة 2018، يريد كتلة نيابية من حزبيين ومن نواب “بيفكرو متلنا”، لكن هل تطابق حسابات حقل الترشيحات حسابات بيدر الصناديق؟
الإنتخابات صعبة، والقانون متعِب، وهذا ما بدأ يلمسه ليس حزب الكتائب فقط، بل الجميع باستثناء مَن يملك “فائض القوة”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
هل سقطت معادلة “الشعب والجيش و… إيران”؟ | راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها | لبنان أمام عشرة أسابيع حاسمة |