“هنا لبنان” يكشف “رسالة المطالب” من القضاة قبل “الإعتكاف الشامل”
كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان” :
في الحرب العالميّة الثانية، وكان الخراب يعم أوروبا ودولها، لم يسأل رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل عن الدمار الذي أصاب المدن البريطانية بسبب القنابل الألمانية، بل كان أول سؤال وجّهه إلى وزير العدل: هل القضاء بخير؟ وحين كان الجواب مطمئناً، قال: “لا تقلقوا على بريطانيا فهي بخير”.
وعندما دخل ديغول إلى فرنسا، عقب تحريرها من الاحتلال النازي، سأل صديقه “أندريه مارلو”: كيف حال القضاء؟ فأجابه: إنه ما زال ببعض الخير، هنا قال ديغول: “إذن، نستطيع أن نبني فرنسا من جديد”.
وفق معياريْ تشرشل وديغول، فإن لبنان ليس بخير لأن قضاءه ليس بخير. وبحسب معطيات ومعلومات حصل عليها “هنا لبنان” فإن حالًا من التململ تسود الجسم القضائي، على مختلف المستويات وفي مختلف المناطق، وقد ترجِم هذا التململ في الرسالة التي تمَّ توزيعها على مجموعتي “واتساب” تضمان ما يقارب الخمسمئة قاضٍ..
موقع “هنا لبنان” حصل على الرسالة، وأبرز ما تضمنته من مقترحات، ليُصار إلى مناقشتها قبل إقرارها:
١- مضاعفة رواتب القضاة ٣ مرات على الأقل.
٢- تأمين موارد لصندوق القضاة في الموازنة.
٣- صيانة وتجهيز قصور العدل، والتي هي في أوضاع يرثى لها.
٤- تقديم رزمة إعفاءات من نفقات معينة للقضاة.
٥- إنشاء فريق دائم لدرس سبل تأمين موارد من جهات محترمة في لبنان والخارج.
ويُضاف إلى المقترحات الآنفة الذِكر :
إعفاء جمركي للسيارات مرة كل ١٠ سنوات، وتخصيص القضاة بـ ٢٥ قسيمة بنزين شهريًا.
ويرِد في الرسالة أن راتب القاضي بات أقل من راتب
ناطور بناية، بعد ما كان راتب القاضي الأعلى في سلسلة الرتب والرواتب.
وتختم الرسالة باقتراح الاعتكاف الشامل لمدة أسبوع.
إذا ما سار القضاة بهذه المقترحات، وصولًا إلى الإعتكاف الشامل لمدة أسبوع، فهذا يعني أن أحد الأضلع الأساسية لإبقاء الدولة، قد انكسر، فالقاضي لا يستطيع أن يعمل “براتب ناطور”، وإذا ما استمرت السلطة السياسية على هذه الوتيرة من الإنكار، فإن الجسم القضائي سينهار، وعندها يُخشى أن تسود شريعة الغاب!
لكن في المقابل، فإن السلطة التنفيذية عاجزة عن تلبية هذه الرزمة من المطالب، في هذه الحال، نحن أمام مأزق حقيقي بين مطالب مشروعة وبين عجز الدولة عن تحقيق أي مطلب، لا للقضاة فحسب بل لكل القطاعات.
مواضيع مماثلة للكاتب:
راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها | لبنان أمام عشرة أسابيع حاسمة | تدمير تحت الأرض.. دمارٌ فوق الأرض |