ارتدادات زلزال الذهب الأسود تصل لبنان: ترقبوا جدول الأسعار الثلاثاء!
كتبت كريستل شقير لـ “هنا لبنان”:
متأثرةً بالعمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، سجلت أسعار النفط مستويات قياسية وتجاوز خام برنت 105 دولارات للبرميل وهو أعلى مستوى له منذ أيلول 2014 فيما توقع محللون أن تشهد الأسواق العالمية زلزالًا كبيرًا في حال المضي بخيار فرض العقوبات على موسكو.
التأثير المباشر على الأسواق النفطية سببه أن روسيا من أكبر منتجي النفط في العالم وتهدد هذه التوترات إمدادات الخام، وهي تنتج أكثر من 10 ملايين برميل يومياً.
ولأنّ للبنان حصة في كل أزمة، يراقب المعنيون بحذر المسار التصاعدي لأسعار النفط عالمياً وهي ستنعكس حتماً على السوق المحلية التي تعاني أصلاً من عدم إنتظام في تأمين المادة وإرباك في تحديد التسعيرة نتيجة تقلبات سعر صرف الدولار في السوق السوداء.
وهو ما يجدد التأكيد عليه رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة “بيريتك” مارون شماس في حديث لـ “هنا لبنان” متوقعاً ارتفاعاً تدريجيا في الأسعار في الأسابيع المقبلة.
شماس رفض تحديد نسبة أو سقف محدد للسعر خصوصًا وأن الجدول يتأثر بعوامل عدة كسعر صرف الدولار في السوق السوداء وبالطبع الأسعار العالمية داعيا إلى التريث حتى صباح الثلاثاء المقبل ليصدر جدول تركيب الأسعار إذا لم يطرأ أي شيء.
وعن المخزون وهل سنشهد نقصاً في المحروقات مع اشتداد المعارك بين روسيا وأوكرانيا، طمأن شماس إلى أن الوضع لا يدعو للقلق بالنسبة للبنزين والغاز والامور تسير بشكل اعتيادي حتى الآن لكنه كشف عن وضع متأرجح للديزل أويل (المازوت) فإلى جانب الكميات القليلة التي تصل، هناك نحو 40 % من الكميات تأتي إلى لبنان عبر البحر الأسود المحاذي لمنطقة العمليات العسكرية ما قد يشكل عائقاً أساسياً وروسيا لا ترسل الكميات المطلوبة مرجحاً أن تلجأ بلدان عدة إلى مصادر بديلة في حال تفاقم الأزمة وهو حال لبنان أيضاً.
شماس رفض استباق الأمور والإعلان عن أزمة مازوت لكنه فضل تسليط الضوء على النقص في المادة والصعوبة في تأمينها.
وعن واقع السوق المحلية وهل يتم تسليم المادة كالمعتاد أما أنّ إجراءات تقشفية دخلت حيز التنفيذ، يؤكد ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا في حديث لـ “هنا لبنان” أن مادة البنزين متوفرة لدى الشركات المستوردة لكن الاستيراد لمادة المازوت قليل نسبياً والسبب يعود إلى استيراد الدولة 35% من حاجة السوق لمنشآت تابعة لها وقد تراجع الآن بسبب تسهيلات مصرف لبنان كما يقول المعنيون. واستغرب الأمر خصوصًا وأنه يتم احتساب المازوت 100 % على الدولار فيما البنزين 85% بالليرة اللبنانية و15% بالدولار وفق سعر السوق.
ويستند إلى الحسابات ليحدد أبو شقرا التسعيرة المنتظرة الأسبوع المقبل، ففي حال كان برميل النفط بنحو 100 $ والدولار على حاله في السوق السوداء فسنشهد ارتفاعاً بحدود 10 آلاف ليرة لبنانية تقريبًا على سعر صفيحة البنزين. ورفض كل ما يشاع عن ارتفاع جنوني ومبادرة البعض إلى طرح أرقام جنونية للمحروقات مشيراً إلى أن هذا الكلام غير دقيق بتاتاً.
إذاً، لبنان نحو فصل جديد من الارتفاع بسعر المحروقات وهو لم يستفق بعد من صدمة تخطي سعر الصفيحة الثلاثمئة ألف ليرة لبنانية ومشهد طوابير السيارات أمام المحطات وغالونات السوق السوداء، لم يغب عن بال اللبنانيين. ذلك بالتوازي مع تقديرات تذهب نحو انخفاض العرض وارتفاع الطلب ما قد يدفع سعر النفط والغاز لبعض الوقت إلى أكثر من 120 دولاراً ما يعني مستويات قياسية جديدة تنتظرنا!
مواضيع مماثلة للكاتب:
قمة “إجماع عربي” في الرياض.. ولبنان سيحضر في البيان الختامي! | الجيش خط أحمر.. سور كنسي يحمي القائد! | “المجاري” تغزو الساحل.. روائح كريهة تخنق المواطنين وتهدد حياتهم! |