الياس بو صعب بين الضوء الأحمر واللوحة الزرقاء
كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان” :
يقول مطلع الأغنية الرائعة للسيدة جوليا بطرس:
“ولا تزيدا كتير عليي أحسن ما نوقع سوا”.
يكاد هذا المقطع من الأغنية أن يكون لسان حال النائب والوزير السابق ورئيس بلدية ضهور الشوير السابق، الياس بو صعب، يخاطِب بها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، المعاقَب أميركيًا، فهل “يخاطِر” ويترشَّح، ضاربًا بعرض الحائط مصير مصالحه الخارجية؟ أم “يُبدِّي” اللوحة الزرقاء على هذه المصالح؟ أم أنه “محصّن” أميركيًا وخليجيًا، وهناك “فصل مسارات” بين نيابته في لبنان ومصالحه في الخارج؟
الإثنتان غاليتان على قلبه: مصالحه واللوحة الزرقاء، فأيُّ الغاليتين سيختار؟ هل يتحمَّل أن يُصبِح سابقًا في النيابة أيضًا؟ أم يترشَّح؟ هل يشعر أن رئيس التيار جبران باسيل “زادها عليه”؟ أم أنه يملك هامشًا من الحركة يجعله “لا يقع”؟
حين يضع خارطة المتن الشمالي أمامه، يفكِّر في بلدته ضهور الشوير ويفاخر بأنه وضع في ساحتها تمثال مؤسس الحزب السوري القومي الإجتماعي أنطون سعادة، إبن البلدة. يصعد قليلًا وصولًا إلى بتغرين، فيتذكَّر كيف أن نائب رئيس مجلس الوزراء السابق، الراحل ميشال المر، نجح في تأمين مقعدٍ أرثوذكسي ثانٍ للمتن الشمالي، ليتسع لبتغرين وبيت مري، مسقط رأس ألبير مخيبر، لينتقل المقعد سريعًا إلى ضهور الشوير بعدما شغله غسان مخيبر ابن بيت مري.
يعود إلى بتغرين فيقرأ ثلاثة أسماء لمرشحين منها، بينهم حفيد ميشال المر ونجل الياس المر وحفيد الرئيس إميل لحود، ميشال.
ينحدِر إلى قرنة شهوان حيث يقيم رئيسه في التيار وفي التكتل، النائب جبران باسيل، فهل يُبلِغه أنه غير مرشَّح؟ أم يتبلَّغ منه أنه على ” لائحة التيار”، بعدما مرَّ بـ “خط عسكري” من دون أن يمر في “معمودية” الإنتخابات التمهيدية؟ إذا كان لا يريد أن يترشَّح، وطلب منه باسيل أن يترشَّح، فماذا سيفعل؟ تلك ستكون “لحظة الحقيقة” بالنسبة إليه. ربع قرنٍ من مراكمة العمل البلدي والنيابي والوزاري، هل يتركه وراء ظهره ويتقاعد باكرًا؟ أم يقرر أن يبقى في الساحة؟
ربما القرار الأصعب على الياس بو صعب، هو كيف سيواجِه ناخبيه في حال قرر عدم الترشح؟ وماذا سيقول لهم؟ هل يترك ناخبيه لمصلحة مصالحه؟ ولمَن ستكون أصواته في حال لم يترشح؟
الشيء الأكيد أن بو صعب لا يحتمل أن يكون خارج المشهد، فكيف سيوفِّق بين شغفه بالسياسة، إلى درجة الولع، وخشيته على مصالحه؟
15 آذار الحالي، موعد انتهاء مهلة الترشيحات، لناظره قريب، فلننتظر. لكن بو صعب سينتظر ما سيهمس في أذنه الرئيس ميشال عون، وهي كلمة سيكون “في جوِّها” رئيس التيار جبران باسيل، والأرجح أن الهمس سيكون: “تَرَشَّح”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها | لبنان أمام عشرة أسابيع حاسمة | تدمير تحت الأرض.. دمارٌ فوق الأرض |