مبروك للفائزين الشيعة
كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:
مبروك للرئيس نبيه بري وللحاج محمد رعد وللدكتورة عناية عز الدين وللدكتور حسين الحاج حسن ولسائر مرشحي الثنائي الشيعي الـ 26 في كل الدوائر الواقعة تحت دائرة تأثيره، ونؤجّل توزيع البقلاوة والعصائر احتفاءً بفوز الأستاذ رائد برّو مرشح حزب الله في دائرة جبيل/كسروان، على أمل ألّا يكون حظه، كحظّ سلفه الشيخ حسين زعيتر في الإنتخابات السابقة. الشيخ حسين ترشح تحت عباءة جان – لوي، الأستاذ برّو سيترشح تحت عباءة الوزيرة السابقة ندى بستاني. وهنا الفرق، كل الفرق.
منذ انتخابات “سامي الخطيب” في العام 1992، مروراً بانتخابات العام 1996 لم “يهكل” الثنائي الشيعي همّ إيصال مرشحيه إلى الندوة البرلمانية، بخاصة في الدوائر ذات الأكثرية الشيعية المريحة. ولا خشي سقوط أي مرشح نازل على لوائحه. فقط في انتخابات العام 2018، والتي جرت على أساس القانون النسبي والصوت التفضيلي، أسقط المرشح الماروني الدكتور طوني حبشي أسطورة إميل رحمة في دائرة قضائي بعلبك والهرمل، وتمكن المستقبل من الفوز بمقعد سنّيٍّ ذهب لبكر الحجيري.
تبدّلت القوانين بين العامين 1992 و2017 أربع مرات ولم يطرأ تغيير يُذكر على الحصة الشيعية في المجالس المتعاقبة. اغتيل الرئيس رفيق الحريري ولم يتأثر الإجماع الشيعي واحتضانه، بنسبة كبيرة، خيارات “الثنائي”. أقفل “السيد” و”الإستيذ” كل المنافذ على أي اختراق شيعي غير محسوب، ومن يفكر من الأخوة الشيعة قلب المعادلات في أقضية النبطية أو بنت جبيل أو صور كمن يواجه الصواريخ الباليستية بمفرقعات!
تنحصر معارك “الثنائي” الفعلية في دوائر “تعددية”، وبشكل أوضح فإن معارك الثنائي في ملاعب السنة والمسيحيين والدروز. من حالفهما يصنفانه في خانة الحريص على مصلحة الوطن ومستقبله، ومن واجه حلفائهما هو متعاون مع “الأمريكي” ويعمل وفق “الأجندة الأمريكية”.
واهم من يعتقد، أن القوانين الإنتخابية، يمكنها تغيير احتكار الثنائي للمقاعد الشيعية والمحسوبة عليه. ورغم الواقع المر لا بأس من المحاولة. وواهم أيضاً من يعتقد أن البرنامج لوحده واللافتات العملاقة والسجع والشعارات والندوات كافية للإطاحة بقوى حاكمة أو موجودة في المجلس الحالي.
وواهم أكثر وأكثر، من يعتقد أن تقديم 52 مواطناً مغموراً كمرشحين، سيضعضع القوى التقليدية ويربكها ويهدّ حيلها. أما من أقنع نفسه أن انتخابات تمهيدية شفافة تؤسس لمشهد انتخابي مختلف فقدماه ليستا على الأرض. ففي أقضية الشمال المسيحي الأربعة، على سبيل المثال، قدم ائتلاف “شمالنا” مرشحيه وهو واثق من إحداث خرق جدّيٍّ في ما يُسمّى “المنظومة”. تفيد الأرقام الطازجة أن 3608 ناخباً شاركوا في التصويت لـ 12 مرشحاً شمالياً فاز منهم تسعة. يمكن القول أن عدد ناخبي المرحلة التمهيدية أقل من عدد منتخبي لجان الأهل في مدرسة الشانفيل. من تاريخ الغد على ائتلاف “شمالنا” أن يحضّر لانتخابات الـ 2026.
مطلع المقال، كتبتُ “مبروك” صريحة لمرشحي “الثنائي”. كتبت وقلت بيني وبين نفسي، و”مبروك” أقول للسيدات والسادة طوني فرنجيه وستريدا جعجع وسامي الجميل وجبران باسيل وتيمور بك وميشال معوض ونعمت افرام وهاغوب بقرادونيان وفور تشكيل اللوائح نقول “مبروك” لإخوانهم وأخواتهم ورفقائهم المحظوظين…
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |