المستشفيات الخاصة تنذر الحكومة: لدعم المازوت وإلّا!
كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان” :
أيام معدودة منحتها المستشفيات الخاصة للحكومة، لإيجاد الحلول لقطاعها، وإلا ستجد نفسها مرغمة على إعلان موعد خروجها عن الخدمة نهائياً بسبب الارتفاع الجنوني لأسعار المحروقات التي سجلت ارتفاعاً جديداً بقيمة 28 ألف ليرة لبنانية لسعر صفيحة البنزين التي أصبحت 407000 وبقيمة 40 ألف ليرة لصفيحة المازوت التي وصل سعرها إلى 375000 ألف بعد أن صعدت أسعار النفط الخام بفعل تصاعد المخاوف الجيوسياسية والأمنية في شرقي أوروبا من الصراع بين روسيا وأوكرانيا، إذ قفز برميل النفط إلى أكثر من 116 دولاراً، فهل يحرّك نداء المستشفيات للمسؤولين ساكناً؟
اشتكت نقابة المستشفيات الخاصة في لبنان من العبء الثقيل الذي تحمله على عاتقها منذ بداية رفع الدعم عن المحروقات وما نتج عنه من تداعيات جعلتها تعمل وتناضل باللحم الحي لضمان استمرارية نشاطها وتأمين الحدّ الأدنى من الخدمات الضرورية.
وعن آخر مستجدات معاناة القطاع الصحي يقول نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون لـ “هنا لبنان”: “تشهد أسعار المحروقات في لبنان حالة من عدم الاستقرار وارتفاعًا متكررًا في قيمتها، وسط أوضاع اقتصادية خانقة تعيشها البلاد منذ عام 2019، ومؤخراً شهد سعر المازوت ارتفاعاً كبيراً خلال شهر واحد، إذ وصل سعر الألف ليتر إلى 950$ تقريباً، ما يؤثر مباشرة على قيمة التكاليف التي سيتكبدها المريض، حيث بلغت كلفة المريض اليومية من المازوت 40$ أي ما يعادل 850 ألف ليرة لبنانية، وهذه الأرقام مرشّحة للارتفاع في ظل تفاقم الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، ما يعني أن الوضع سيشهد مزيداً من التعقّيد خلال الأيام المقبلة إن لم يتم وضع حلول لمعالجة الأزمة”.
ويضيف “الوضع في المستشفيات حرج ولن تستطيع الاستمرار أو استقبال المزيد من المرضى، مشيراً إلى أنّ ارتفاع أسعار المازوت وتسعيرها بالدولار سيضع المستشفيات أمام عجز تام عن تأمينها، ما سيفرض على عدد كبير منها إعلان خروجها عن الخدمة”.
ويتابع: “الأوضاع تخطّت كل الخطوط الحمر ولا يمكننا إضافة المزيد من التكاليف على المريض الذي يعاني أصلاً من الأوضاع الاقتصادية الخانقة، وعلى المسؤولين أن يعلموا بأن عدداً كبيراً من المواطنين بات يخشى من كلفة الفاتورة الاستشفائية فيعمد في الكثير من الأحيان إلى إرجاء الفحوصات والعمليات الجراحية لعدم قدرته على تغطية تكاليفها”.
وطالب هاورن وزارة الصحة والحكومة اللبنانية وضع الحلول للأزمة المستجدة على السكة بأسرع وقت، كما طالب بتأمين المازوت بأسعار مدعومة للمستشفيات تجنباً لتعريض حياة آلاف المرضى للخطر”.
وخلال اتصالات أجراها “هنا لبنان” مع وزارة الصحة، أكدت مصادر أن معضلة المازوت التي تعاني منها المستشفيات سيتم التطرق إليها مع وزير الصحة فور وصوله إلى لبنان، لافتة إلى أن هذه الأزمة في المقام الأول هي أزمة إنسانية تهدد حياة المرضى وتقتضي إيجاد الحلول المناسبة لها والتي يجب أن تتخذ على صعيد الدولة وليس على صعيد وزارة فحسب.
مواضيع مماثلة للكاتب:
خسائر القطاع الزراعي وصلت إلى 70% ..”والحبل على الجرار” | تأمين الدم للمرضى…رحلة بحث شاقة وسعر الوحدة فوق الـ 100 دولار | بيوت جاهزة للنازحين.. ما مدى قانونيتها؟ |