انهيار المسلك الغربي لنفق شكّا: مشكلة منسيّة من قبل المسؤولين
كتبت فاتن الحاج حسن لـ “هنا لبنان” :
منذ عدّة سنوات، والطريق السريع من البترون نحو طرابلس تعترضه عقبة كأداء. فقد انهار جدار يحاذي الجبل الواقع على الجهة الغربيّة منه، ما أوجب تحويل السير إلى الجهة الشرقيّة من الأوتوستراد وصولاً إلى نفق شكّا.
هذا الطريق الحيوي والذي لا غنى عنه، لا زال مشقّةً على العابرين، الذين ينتظرون – دون جدوى – أن يتحرّك المسؤولون لإعادة الطريق السريع إلى ما كان عليه.
وقد انهار الجدار في عام 2019 ولا يزال حتّى الآن على حاله، قاطعاً المسلك الغربي للأوتوستراد ومحوّلاً السير إلى جهة الشرق وحدها، ما يسبّب زحمة سيرٍ ومخاطر على السيّارات.
ومن الواضح أنّ ذلك جاء نتيجة إهمالٍ استمرّ من العام 1983 وهو تاريخ وضع الأوتوستراد الجديد قيد العمل.
فلا صيانة لجدران الدعم رغم ارتفاعها، ولا إفراغ للردميّات من وراء هذا الحائط التي غطّته حتّى القمّة وبدأت تنساب على الطريق وفي مجاري المياه، ما أدّى إلى حصول ما حصل.
أمّا السبب المباشر للانهيارات فيعود إلى عدّة عوامل أبرزها التربة الرخوة وغزارة الأمطار، إضافةً إلى التفجيرات التي مهّدت لإنشاء سدّ المسيلحة وشركة هولسيم للترابة وما نتج عنهما من ارتجاجاتٍ زادت من “فوخرة تراب الجبل”، إضافةً إلى الارتجاجات الناتجة من حركة الطيران الكثيفة في مطار حامات العسكري المجاور.
ومن المعروف عن هذا الجبل أنّه معرّض للانهيار بسبب تربته الرخوة وعدم إمكان تشجيره نظراً لانحداراته الشديدة.
ومن المتوقّع أنّ الانهيارات ستستمرّ ولن تتوقّف بسبب طبيعة أرض الجبل التي تتسرّب إليها المياه بسرعةٍ كونها تربةً أقرب إلى الكلسيّة.
والحلّ الآن يكمن في الخطوات الآتية:
– إيجاد طريقةٍ مناسبةٍ لتصريف المياه من الجبل، ومن ثمّ تسوية ما أمكن من أرضه ليُصار إلى تحريجها لمنع انجراف التربة.
– ومن ثمّ يجب إعادة بناء جدران الدعم وتأمين قنوات تصريف مياه الشتاء، مع ضرورة أن تبقى الجدران المدعّمة بعيدةً عن الجبل لتستوعب الانهيارات، على أن يصار إلى إفراغ هذه المنطقة من الردميّات دوريّاً.
وأمام الإهمال التامّ من الجهات المعنيّة لناحية إصلاح وصيانة الجدار المنهار وإيجاد حلٍّ مستدامٍ للمشكلة، ترمي وزارة الأشغال العامّة بالمسؤوليّة على مجلس الإنماء والإعمار، والأخير يترفّع عن المسؤوليّة!
فمنذ الانهيار، لم يتحرّك أحد لمعالجة هذه المشكلة المروريّة الكبرى، بل كانت وزارة الأشغال تكتفي برفع الردميّات عن الأوتوستراد.
فهل ستبقى المشكلة قائمةً لسنواتٍ مقبلةٍ كما كانت، أم أنّ الدولة ستتحمّل المسؤوليّة وتباشر في معالجة الانهيار وبالتالي في إعادة تسيير الأوتوستراد الغربي لنفق شكّا بشروط السلامة والأمان؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
قطاع تربية النحل بين الإهمال الحكومي والاهتمام الأممي | فؤاد شهاب .. “الرئيس القائد”! | متلازمة الفيبروميالجيا: الأسلوب الأفضل للعلاج |