قاسم سليماني في “معرضنا”.. لمَ العجب؟!
كتبت نسرين مرعب لـ “هنا لبنان” :
“هل غصصتم بالصورة في المعرض؟”، يهمس أحد الموالين للمحور “إياه”، أي محور الممانعة في تعليق ساخر على الانتفاضة التي غزت “السوشيل ميديا”، وامتعاض بعض الناشطين من الصور التي انتشرت هنا وهناك وأبرزت الحضور الواسع لقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني في معرض بيروت الدولي للكتاب.
“فرجوني شو رح تعملوا يا ثورجية”، يضيف الممانع نفسه، مؤكداً أنّ الصورة وُضعت و”غير الله ما بشيلها”، على حدّ قوله!
يدرك الممانع جيداً، أنّ القوة اليوم هي بيد هذا المحور، والدولة، والمؤسسات والمرافق وحتى الكتاب.. وهو واعٍ جداً لما يدور حوله، فيضحك من “اندفاعنا” في كلّ مرة يغوص بها المحتل فينا أكثر.
وقبل أن ينقلب حوارنا شجاراً، يدير ظهره، ويقول لي: أنتم بارعون حقاً في التفاجؤ؟!
بارعون في التفاجؤ؟
كم مرة ترانا تفاجأنا حتى استحقينا هذه الإشادة؟!
أذكر يوم انتشر فيديو لقافلة “تلطم” في مطار بيروت.. حينها تفاجأنا واعترضنا على تحويل مرفق عام إلى حسينية، ولكن لم يتغيّر شيء وفي كل عام يتكرر المشهد نفسه!
وأذكر أيضاً، يافطة “جادة الإمام الخميني” التي تستقبل سيّاح لبنان، يومها أيضاً تفاجأنا واعترضنا!
وأذكر أيضاً وأيضاً، صور خامنئي وسليماني التي غزت طريق المطار، ولكم تفاجأنا واعترضنا حينها أيضاً!
وأذكر كذلك الفيديو الذي انتشر بكثافة لمدرسة لبنانية تعلّم الأطفال الولاء لإيران، ونحن لم نقصّر حينها، فتفاجأنا كما العادة، واعترضنا!
مفاجأة، فاعتراض، وبعدها نعود لنتابع حياتنا اليومية في دولة محتلة.
واليوم وقد حضرت إيران بـ “سليماني” في معرض الكتاب، ومنعت الموسيقى “الحرام”، عدنا من جديد لنتفاجأ ونعترض.. والمعرض ما زال مستمراً والصور ما زالت تستقبل الزوار والموسيقى ما زالت بالنسبة لهذا المحور “حراماً” وعلى منظمي المناسبات أن يحترموا خصوصيتهم!
ولكن إن يكن، أنهينا مهمّة اليوم، وغداً لنا يوم آخر، ومفاجأة أخرى واعتراض آخر..
مواضيع مماثلة للكاتب:
أين لبنان؟.. يا فيروز! | سليم عياش.. “القاتل يُقتل ولو بعد حين”! | نعيم قاسم “يعلّم” على الجيش.. الأمين العام “بالتزكية” ليس أميناً! |