أنا جبران … وجبران أنا
كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان” :
في الانتخابات النيابية العام 2018، رُفِعَت في كسروان على لوحات إعلانية عملاقة صورتا الجنرال ميشال عون والجنرال شامل روكز كُتِب في وسطها:
” أنا شامل وشامل أنا”، مغزى هذا الشعار يومها أن مَن ينتخب العميد شامل روكز كأنه ينتخب العماد ميشال عون الذي كان نائبًا عن كسروان، قبل أن يُنتَخَب رئيسًا ويُقال إنّ هذا الشعار كان “الصوت التفضيلي” للصهر الثاني للجنرال وأتاح له الفوز بمقعد العماد عون.
اليوم يكاد التاريخ أن يعيد نفسه ولكن مع وضع اسم جبران مكان اسم شامل، ليصبح الشعار: “أنا جبران وجبران أنا”.
لم يحدث في تاريخ الجمهورية اللبنانية أن تماهى رئيس مع صهره، وأن تماهى الصهر مع الرئيس كما هو حاصلٌ بين الرئيس عون وصهره جبران باسيل. كل ما “يستشرس” الرئيس عون في المطالبة به، يكون صهره جبران باسيل وراءه.
يستقبل رئيس الجمهورية في قصر بعبدا ناشطين من التيار الوطني الحر، ويأخذون معه صورًا تذكارية، والغاية من جداول مواعيد الزيارات هذه، شدّ عصب جمهور التيار، في محاولة لتصب العملية في صناديق الإقتراع لمصلحة باسيل في البترون وسائر مرشحي التيار في سائر الدوائر.
يضع رئيس الجمهورية بنودًا على جدول أعمال مجلس الوزراء يصب إقرارها في مصلحة رئيس التيار جبران باسيل، كإلغاء الإستملاكات في منطقتي البترون والمتن الشمالي، هذا القرار وصفه مراقبون بأنه “رشوة إنتخابية” خصوصًا أن توقيت إقراره جاء قبل شهرين وأسبوع من استحقاق الانتخابات النيابية.
العماد عون مثله مثل غيره في موضوع “التوريث السياسي والحزبي” : أورث الوزير جبران باسيل رئاسة التيار الوطني الحر، كاسرًا قاعدة التنظيم الداخلي داخل التيار، وها هو اليوم يعمل على”توريثه” رئاسة الجمهورية عبر توفيره له كل الظروف والشروط ليكون الأوحد القادر على الجلوس محله في قصر بعبدا.
ليس قليلًا أن ينتهي الرئيس ميشال عون، في نهاية حياته السياسية، وفي نهاية عهده، “ماكينة انتخابية” لصهره جبران باسيل الذي استهلك الرصيد السياسي للتيار بأسرع مما توقَّع كثيرون حتى مَن هُم في الحلقة اللصيقة في ميرنا شالوحي حيث يقع المقر العام للتيار.
مواضيع مماثلة للكاتب:
راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها | لبنان أمام عشرة أسابيع حاسمة | تدمير تحت الأرض.. دمارٌ فوق الأرض |