مصائب قوم عند قوم فوائد.. الدول العربية تحصد ثمار الأزمة الأوكرانية الروسية
كتبت نايلة المصري لـ “هنا لبنان” :
على الرغم من التداعيات الكارثية للحرب الروسية الاوكرانية على العالم عامة، وعلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لا سيما من الناحية الاقتصادية، انطلاقاً من أن هذين البلدين هما من أكبر مصدري الحبوب في العالم. ومن المؤكد أن تصاعد الحرب سيؤثر على إنتاج القمح وصادراته. ومن المتوقع أن يؤدي الغزو الروسي إلى ارتفاع أسعار القمح العالمية، مما سيفرض المزيد من الأعباء المالية على مصر التي تعاني بالفعل من ضائقة مالية، وهي أكبر مستورد للقمح في العالم.
إضافة إلى القمح، يعتبر النفط، ولا سيما الغاز من المشاكل العالمية أيضاً التي تهدد العالم، هذا الأمر أدى إلى فوائد عند العديد من الدول العربية، التي تعتبر من أبرز المصدرين، وبدأت تكدس الأرباح، نتيجة التوقف الروسي عن التصدير، ولعل قطر، هي من أول الدول العربية التي استفادت من التخفيضات في إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا، مما يزيد من صادرات الغاز. ومع ذلك، قال القطريون إنهم لا يملكون حالياً القدرة على زيادة إنتاجهم من الغاز.
وفي هذا الإطار، يقول الباحث الاقتصادي الكويتي محمد رمضان في حديث عبر “هنا لبنان”، أن تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية، هي أكبر من موضوع النفط، على الرغم من أن روسيا تعد المصدر الأول العالمي للمواد الأولية إلا أن الضرر الذي لحق بالشركات والمصانع التي تعتمد على هذه المواد الأولية من الممكن أن يؤدي إلى ضرر في أماكن أخرى، مشيراً إلى أن هذه الحرب، ستؤدي إلى موجة من الضرر العالمي وإلى خسائر كبيرة في عدد من الشركات، لا سيما تلك التي تمت مصادرتها من قبل روسيا، وهي شركات تركت أعمالها في روسيا نظراً للعقوبات المفروضة.
واذ اعتبر أنه وعلى الرغم من أن بعض الدول العربية استفادت من هذه الأزمة لا سيما الدول المصدرة للنفط وتحديداً دول مجلس التعاون الخليجي والتي استفادت بشكل كبير من ارتفاع الأسعار، إلا أن هناك ضغوطًا كبيرة لرفع الإنتاج، وبالتالي تخفيف الأسعار، أشار إلى أن هناك زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي جو بايدن إلى الممكلة العربية السعودية، حيث سيكون موضوع تشجيع الرياض على رفع الإنتاج لتخفيف الأسعار أبرز البنود على جدول الأعمال وهذا جزء مهم، خصوصاً وأن مسألة ارتفاع الأسعار هي مسألة موقتة.
وتابع: في المقابل، وعلى الرغم من الفائدة المالية الكبيرة، هناك العديد من الأضرار، خصوصاً وأن دول مجلس التعاون الخليجي تستورد أغلب المواد، سواء الأولية أو غير الأولية من الخارج، وبالتالي فإن أسعارها سترتفع ما سيؤدي إلى موجة تضخم كبيرة، كما أن دول مجلس التعاون الخليجي ستشهد ارتفاعات مماثلة ما سيدفعها إلى زيادة الرواتب وزيادة الدعم على السلع الأساسية.
وأكد رمضان أن المكاسب العربية حتى الآن هي مكاسب مالية، إلا أن دول مجلس التعاون حريصة على عدم اتخاذ موقف ضد روسيا أو إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي الأمور حتى الآن تشوبها الكثير من الضبابية والحيادية.