خطة النقل بعيدة المنال.. واحتمال عودة “سكك الحديد” للعمل؟!
كتبت ليا سعد لـ “هنا لبنان”:
“رزق الله على أيامك يا ترامواي بيروت”، مقولةٌ لابراهيم مرعشلي، ترافق اللبنانيين الذين عاصروا “ترامواي بيروت”، خصوصاً مع اشتداد الخناق الاقتصادي وارتفاع أسعار المحروقات، وصعوبة التنقل التي يواجهها اللبنانيون. ومع كل هذه التطورات، تكثر التساؤلات حول خطة شاملة للنقل العام تتيح للبنانيين التنقل بكلفة أقل وتخفف أعباء كبيرة عليهم.
وبعد طرح خطط للنقل العام في الحكومات السابقة، عادت إلى الواجهة في الفترة الأخيرة خطة النقل العام وأعلن وزير الأشغال والنقل العام علي حمية عن تقدمة فرنسية للبنان وهي 50 باصًا للنقل العام، كخطوة لتحفيز استكمال الخطة والمباشرة بها في أقرب وقت ممكن.
وقد كشف حمية في تصاريح له عن وجود 45 باصاً عاطلاً عن العمل، يجرى العمل على صيانتها، تملكها الوزارة، وأضاف أن هناك حوالي 50 باصًا ستصل بشكل مباشر إلى لبنان من فرنسا، ستوزع على كافة المناطق اللبنانية.
للاستيضاح حول الخطة، والهبة الفرنسية، أكّد كارلوس نفّاع رئيس جمعية “تران تران” لـ “هنا لبنان”، أن فرنسا مشكورة لمساعدة لبنان في هذه الأزمة التي تعدّ وجودية له، ولكن للأسف لا يمكننا أن نقول أن لدينا خطة شاملة ووطنية للنقل، ومن هنا أي مساعدة دون خطة واضحة لا تستطيع أن تكون ذات تأثير كبير، إن لم تكن متناغمة مع خطة واضحة تلبي الحاجات الوطنية.
نفّاع ناشد بدوره وزير الأشغال والنقل علي حمية، بإقرار خطة نقل شاملة تؤمن رؤية شاملة بريًّا وبحريًّا وجويًّا، يكون أساسها سكك الحديد. ودعا نفاع المعنيين لتبني المخطط الوطني التوجيهي لسكك الحديد الذي أطلقته الجمعية عام 2019 والذي يؤمن رؤية لقطاع نقل عصري وبيئي.
وعن الدور الذي لعبته الحكومات السابقة في دعم خطة النقل، علّق نفاع وقال إنّ الحكومات السابقة وحتى الحالية أضاعت قرض النقل المشترك الذي يؤمن حوالي 300 مليون دولار والتي تم تحويلها للبطاقة التموينية بدلًا من إقرار الخطة وتمويلها، ولو كانت قد أقرت لكنا وفرنا الكثير على المواطن.
ولدى سؤال نفّاع عن التعديات الموجودة على سكك الحديد على طول الخط الساحلي اللبناني، أكد الأخير أنه قد تم مسح التعديات من قبل شركة مسح مسجلة في عام 2019، وقد بلغت نسبة التعديات 3% فقط من مساحة السكك، وبالتالي نطالب وزير الأشغال بتكليف الأجهزة الأمنية المعنية بإزالة هذه التعديات، لأن سكك الحديد هي الأمل لإعادة إحياء النقل المشترك الشعبي في لبنان.
في سياق الحديث، أكد نفّاع أن أي مشروع للنهضة في قطاع النقل يرتبط بالإصلاحات المالية والاقتصادية التي أضاعها المجلس النيابي، كما وكان علينا دعم فكرة “مجلس العملات”، الذي يعزز الشفافية ويؤمن الثقة لجذب المستثمرين للقيام بإصلاحات.
“سكك الحديد تحتاج لعامٍ تقريباً لتكون جاهزةً للعمل على الخطّ الساحلي من الناقورة إلى العبودية في حال وجد التمويل”، هذا ما أكده نفّاع لدى سؤاله عن الوقت الذي تحتاجه سكك الحديد لإعادة صيانتها. وختم نفاع بالطلب من الحكومة الإسبانية التي كانت قد تبنت تمويل خطة لإعادة تشغيل سكك الحديد، بطلبه منها تمويل المرحلة الثانية وهي تنفيذ الخطة المقدمة من قبل الجمعية.
إذًا، هل نحلم بنقل عام محترم في لبنان، يخفف أعباء غلاء المحروقات والمعيشة على المواطن؟ وهل يعود بنا الزمن إلى أيام بيروت الجميلة وأيام “القطارات” و”المحطات” التي شهدت على ذكريات وأحداث وطنية كبيرة؟
أم سيبقى المواطن اللبناني رهينة سمسرات وسياسات خاطئة تتخذ من حكومات ومسؤولين غير مسؤولين؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
الأدوية المنتهية الصلاحية.. خطر كبير يهدد مرضى السرطان! | بعد كورونا والكوليرا.. الحصبة: تهديد جديد للبنان؟ | مهنة صيد الأسماك مهددة بالتوقف… والكوليرا أحد الأسباب؟ |