الرد اللبناني على اقتراح “هوكستين”: المفاوضات أولًا… واتفاق “الإطار” منطلقاً
كتبت ميرنا الشدياق لـ “هنا لبنان” :
إلى طاولة “الناقورة ” تعود المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية، بعد أن خرج الإجتماع الرئاسي الذي عقد في القصر الجمهوري وضم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بموقف موحّد من الاقتراح الذي سلّمه الوسيط الأميركي آموس هوكستين.
الرؤساء استمعوا في خلال الاجتماع إلى عرض النتائج التي توصلت إليها اللجنة التقنية المكلفة دراسة اقتراح هوكستين بعد أن عقدت اجتماعات مطولة في القصر الجمهوري ودرست الاقتراح من النواحي التقنية والقانونية وفنّدت الملاحظات حوله، وهي ضمت ممثلين من رئاستي الجمهورية والحكومة ولم يشارك فيها ممثل للرئيس بري، وضمت أيضاً ممثلين عن قيادة الجيش (مصلحة الهيدروغرافيا) وهيئة إدارة قطاع البترول.
تحت سقف المحافظة على حقوق لبنان في ثروته النفطية والغازية يوضع الرد الخطي اللبناني على المقترح الأميركي مزوّداً بما تم الاتفاق عليه في الاجتماع الرئاسي ومستنداً إلى رد علمي قانوني خلصت إليه اللجنة.
وفيما اعتبرت أوساط أن عرض هوكستين قد رفض عملياً، إلا أن مصادر أخرى أكدت لموقع “هنا لبنان” أن هذا الاقتراح يمكن أن يكون واحداً من الأفكار التي ستطرح على طاولة المفاوضات غير المباشرة في الناقورة عندما تستأنف والتي ستبت في مسألة ترسيم الحدود البحرية من دون الذهاب بقرار نهائي قبل المفاوضات في ظل ملاحظات وتحفظات لبنانية حول الخط المتعرج الذي طرحه هوكستين إذ أنه لا يتضمن كامل حقل قانا ويقضم مساحة من الرقعة الثامنة اللبنانية.
“لم يُقبل ولم يرفض” هكذا تجيب المصادر المواكبة لعمل اللجنة التقنية التي درست اقتراح هوكستين ووضعت الملاحظات والاستفسارات معتبرة أن المقترح منطلق للبحث في المفاوضات حيث سيعمل لبنان على تحصيل حقوقه وفقاً لاتفاق الإطار بما يحفظ مصلحة لبنان العليا والاستقرار في المنطقة، بدليل وبحسب المصادر دعوة الولايات المتحدة الاميركية إلى الاستمرار في جهودها لاستكمال المفاوضات لترسيم الحدود البحرية. وهذا ما سيتضمنه الرد الخطي إن لجهة الدعوة إلى استئناف المفاوضات أو لجهة الملاحظات التي سجلتها اللجنة حول التعرجات في الخط 23 المقترح والعمل على الحصول من خلال التفاوض على خط مستقيم من دون تعرجات مع العلم أن الخط 23 سيكون أساساً للبحث إذ هو المسجل رسمياً بعد أن أرسلت الدولة اللبنانية مراسلة فيه إلى الأمم المتحدة عام 2011. وعندما أعيد الملف إلى رئيس الجمهورية للشروع في مرحلة التفاوض عملاً بالمادة 52 من الدستور، انطلق الوفد اللبناني من الخط 29 في المفاوضات وكان الطرح الإسرائيلي الخط رقم 1، والنتيجة كانت رفض الوفد اللبناني للخط رقم 1، ورفض إسرائيلي للخط 29.
ثم طرح الجانب الإسرائيلي خط “هوف” الذي يقضم جزءاً من حدود لبنان وبالتالي رفض الوفد اللبناني هذا الخط. إزاء هذا الوضع جدد الإسرائيلي رفضه للخط 29 وتوقفت المفاوضات.
وبعد الجمود في المفاوضات، يبدو أن مقترح هوكستين ولو قابلته ملاحظات لبنانية إلا أنه أعاد المفاوضات إلى المربع الأول بأسس جديدة ولجنة لبنانية جديدة.
وما وصفه هوكستين بـ “اللحظة الأخيرة” للتوصل إلى اتفاق يمكن أن يسهل عمليات استكشاف موارد الطاقة في لبنان، لم يقابله رد لبناني كان يعوّل عليه الوسيط الأميركي والقبول باقتراحه وبالتالي تتجه الأنظار إلى ما ستؤول إليه الأمور في الأيام المقبلة بعد الرد اللبناني والرفض “المهذب” للاقتراح.
مواضيع مماثلة للكاتب:
حراك دبلوماسي تجاه لبنان مستفسراً ومحذّراً… | هل تقرّ موازنة 2024 والزيادات الضريبية بمرسوم حكومي؟ | ﻣﻌﺮض ﻟﺒﻨﺎن اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻜﺘﺎب 2023: رسالة صمود وتكريس لدور لبنان الثقافي |