الأزمة الاقتصاديّة وارتفاع سعر صرف الدولار يطال الموادّ التجميليّة
كتبت فاتن الحاج حسن لـ “هنا لبنان”:
الموادّ التجميليّة من أدواتٍ ومستحضراتٍ ومن كلّ صنفٍ ونوع تعتبر موادّ كماليّة ولكن لا غنى عنها في أيّ مجتمعٍ، إن كان بالنسبة للمرأة أساساً أو حتّى بالنسبة للرجل، ويتمّ إنتاجها بعد دراساتٍ علميّةٍ وطبيّةٍ من قبل أطبّاء أو اختصاصيّين، في شركاتٍ عالميّةٍ تملك مختبراتٍ متقدّمة.هذه الموادّ تُباع في كلّ مكان، في الصيدليّات، وفي السوبرماركات، وفي محالٍّ مخصّصةٍ لها.
وفي لبنان، تهتمّ المرأة اللبنانيّة بموادّ التجميل بشكلٍ لافت، لكنّ الأزمة الاقتصاديّة الراهنة وارتفاع أسعار هذه الموادّ بفعل تغيّر سعر صرف الدولار وتراجع القدرة الشرائيّة، كلّها عوامل قد أثّرت سلباً على تجارة هذه الموادّ.
في حوارٍ مع الآنسة جوزفين عبود التي تدير محلاً لأدوات ومستحضرات التجميل، أوضحت لموقعنا مضمون هذه التجارة ومدى تأثير ارتفاع سعر صرف الدولار على أسعارها وعلى الطلب عليها.
ماهيّة المستحضرات والأدوات التجميليّة
تقول عبّود إنّ المُستحضرات التَجمِيليّة هي مُستحضرات صُنِعت من أجل تجميل المرأة؛ ومعظم هذه المستحضرات مبنيّة على تجارب طبيّة، والبعض منها – وهو قليل جدّاً – مأخوذ من تجارب متوارثةٍ عبر الأجيال. مثلاً فإنّ أغلبيّة الأمّهات كنّ في الماضي يضَعنَ زيت الزيتون على وجوههنّ، فاستُخرجت موادّ تجميليّة من زيت الزيتون.
أمّا اليوم، ومع التقدّم العلمي، فالبعض من مستحضرات التجميل يعمل على الـ (Nano)، وهي الخَلِيَة الصغيرة أو ما يُعرف بالـ (Atom) الموجود في داخل خلايا الجسم، فتعمل هذه المستحضرات على تجديدها. وبعض الموادّ التجميليّة الأخرى تعمل على الـ (DNA) الموجود في الجسم، كما أنّ بعض الموادّ التجميليّة تعمل على ترطيب البشرة.
وكلّ شركةٍ من شركات أدوات التجميل تعمل على مبدأٍ مختلفٍ عن الشركات الأخرى.
الأنواع الشائعة من الأدوات التجميليّة
تضيف عبّود أنّ أبرز أدوات التجميل ومستحضراته هي:
أحمر الشفاه الذي يعمل على تلوين الشفاه، والنوع الثاني من أحمر الشفاه يعمل على ترطيب وتغذية الشفاه.
وبالنسبة للكريمات التي تعالج شيخوخة وترهّل البشرة، فهي متعدّدة وبحسب الأعمار؛ ففتاة العشرين مختلفة عن فتاة الخمسين أو الأربعين أو عن السيّدة في مرحلة الستّين؛ فالبشرة تتغيّر تدريجيّاً مع العمر، وهذا ما يعلمه الجميع، لأنّه عندما يتوقّف هرمون النموّ بعمر الواحد والعشرين يبدأ الإنسان بالتراجع. ولعلّها حكمة الحياة، فلا نستيقظ فجأةً ونحن في العشرين لنجد بشرتنا وكأنّنا بتنا في الخمسين، هذا التراجع الخفيف والبسيط مع السنوات يجعلنا نفسيّاً نتقبّل أشكالنا.
أمّا بالنسبة للعطور، فالعطور أيضاً تعمل على البشرة لأنّ البشرة البيضاء مختلفة عن البشرة السوداء أو الحنطيّة؛ فالبشرة التي تمتصّ العطور تختلف عن البشرة التي لا تمتصّها، ويعني ذلك أنّ بعض أنواع البشرة تكون نسبة الزيوت فيها كبيرةً بالـ (Epiderm) فتكون عندها سميكة. وهناك بشرة لا تمتصّ العطور، وأخرى ذات مسامٍّ واسعةٍ تمتصّ العطر بسرعة. وإلى ذلك، فبعض الأشخاص يفضّلون العطور الخفيفة، والبعض الآخر يفضّلها قويّة، والبعض يفضّل العطور التي تدوم حتّى أربع وعشرين ساعةً أو ثمانية وأربعين ساعة، ولذلك تتفنّن شركات العطور بصناعة العطور لمختلف الأذواق، لأنّه في النهاية هذا منتج عالمي، وغالبيّة الناس تستعمله. كما أنّ بعض الناس يفضّل العطور الطبيعيّة، والبعض الآخر يفضّل العطور الاصطناعيّة، لكنّ غالبيّة المجتمعات تستعمل العطور حتّى أنّ المجتمعات البدائيّة كانت تستعمل العطور، كالفانيليا والعنبر، وبعض النساء كنّ يجمعن الياسمين أو الورد الجوري أو اللافندر أو الزيوت العطريّة، ومن ثمّ ينقعنه ويتعطّرن به. فمنذ القدم يستعمل الإنسان العطر حتّى قيل بأنّ كليوباترا كانت تستحمّ بالحليب والعسل، لتحافظ على بشرةٍ ناعمةٍ وجميلة، ونفرتيتي لا تزال حتّى اليوم رمزاً للجمال، بالرغم من مرور السنوات على جمالها. وطبعاً فلا يخفى على أحدٍ أنّ الخبرة الطويلة للفراعنة في مجال الموادّ التجميليّة، كالكحل الذي كانوا يستعملونه وكان يدوم طويلاً، وحمّامات البشرة بالزيوت العطريّة، وبالعسل والحليب. وهذا شيء معروف منذ القدم وحتّى الآن، وسيدوم بديمومة البشر.
تأثير الأزمة الاقتصاديّة الحاليّة على تجارة أدوات ومستلزمات التجميل
لا شكّ بأنّ الأزمة الاقتصاديّة والمعيشيّة والماليّة الحاليّة، أثّرت على تجارة الموادّ التجميليّة في لبنان، وذلك يعود لسببَين: أوّلاً بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانيّة، خاصّةً وأنّ معامل الكريمات في لبنان تعتبر بدائيّةً وليس بمقدورها إنتاج أصنافٍ كبيرةٍ ومتنوّعة، من هنا فأغلبيّة الأصناف تُستورد من الخارج وبالدولار.
والسبب الثاني هو الوضع الإقتصادي الصعب الذي يمرّ به أغلب الناس، فأصبحت الموادّ التجميليّة تُعتبر من الكماليّات وليست من الأساسيّات، وهذا ما جعل تجارة الموادّ التجميليّة في تراجعٍ متواصل.
أسعار مرتفعة تؤثّر على القدرة الشرائيّة
إنّ أسعار الموادّ التجميليّة في لبنان قد ارتفعت بسبب سعر صرف الدولار، وهذا ما انعكس تراجعاً في القدرة الشرائيّة لمحبِّي هذه الموادّ، وبالتالي تراجعاً في الطلب عليها.
مواضيع مماثلة للكاتب:
قطاع تربية النحل بين الإهمال الحكومي والاهتمام الأممي | فؤاد شهاب .. “الرئيس القائد”! | متلازمة الفيبروميالجيا: الأسلوب الأفضل للعلاج |