الانتخابات “ماشية”.. هل تحقق المقاطعة التغيير الذي ننشده؟
كتبت بشرى الوجه لـ “هنا لبنان”:
بعد وضوح صورة التحالفات الانتخابية مع إقفال باب الإعلان عن اللوائح في 4 نيسان الجاري، بدأت تظهر بعض الكتابات والمنشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تدعو إلى مقاطعة العملية الانتخابية في 15 أيار المقبل.
أغلب هذه الدعوات صادرة عن أشخاص من ثورة 17 تشرين أو متعاطفين معها ومؤيدين لأفكارها ومطالبها التي قامت عليها في الأساس، أي “قبل أن يُصبح هدف بعض وجوهها فقط الوصول إلى مراكز السلطة”، كما يرى هؤلاء.
إذًا الاعتبارات الجوهرية التي تستند إليها تلك الدعوات، هي تشرذم “قوى التغيير” وعدم توحّدها، كما فشلها في بلورة مشروع سياسي وانتخابي واضح، ما جعلها تفشل في بناء لوائح موحّدة قادرة على إحداث التغيير المطلوب في توازنات المجلس النيابي المقبل كما طالب وما يزال أكثر من 60 في المئة من اللبنانيين، وهي النسبة التي أظهرتها استطلاعات الرأي.
وبالتالي، تكون نتيجة الانتخابات لصالح قوى السلطة وتحديداً “حزب الله” وحلفاؤه بأغلبية المقاعد.
فعلى بعد أسابيع قليلة عن الموعد “المنشود”، ما الذي تعنيه الدعوة إلى المقاطعة؟ وهل يمكن حسم نتيجة الانتخابات من الآن؟
يقول الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين لـ “هنا لبنان”: “المقاطعة هي بمثابة التخلّي عن الدور الذي على المواطن أن يؤديه بالمشاركة في الانتخابات، واليوم من المبكر أن نعرف نتيجة الانتخابات وأنا برأيي المقاطعة لا تؤدي إلى نتيجة، فأي أحد معترض على مسار الأمور، الأفضل أن يقترع بورقة بيضاء، لأنّ المقاطعة هي دليل كسل بينما الورقة البيضاء هي دليل فعل”.
ويضيف: “في الانتخابات الماضية وصل عدد الأوراق البيضاء إلى الـ 15 ألف ورقة، واليوم إذا وجد المواطنون أنفسهم غير قادرين على تحقيق التغيير، الأفضل الاقتراع بالورقة البيضاء”.
ويلفت شمس الدين إلى أنّه في “انتخابات عام 2018، كانت نسبة الاقتراع 49.7 في المئة، وفي حال تراجعت هذه النسبة في الانتخابات المقبلة يعني هناك مشكلة أعمق مما تعانيه الدعوة إلى المشاركة”، مكررًا أنّ “الفعل الذي يترك نتيجة هو الورقة البيضاء وليس المقاطعة”.
ويتّفق شمس الدين مع الدوافع التي أدّت بالبعض إلى الدعوة إلى المقاطعة، إذ يقول إنّ “تعدّد اللوائح لقوى التغيير والمعارضة هي إشارة سلبية، ولكن لننتظر قليلًا لأنّ اليوم لا يزال هناك تردّد وعدم حسم، وخلال أسبوع سيبدأ المواطنون في التفاعل أكثر”، مؤكّدًا أنّ من سيستفيد من المقاطعة هم قوى السلطة، “لأنّ الحزبيّين سيشاركون في التصويت بينما من لا ينتمي إلى الأحزاب سيُقاطع، وبالتالي تفوز قوى السلطة”.
وحول ما إن كانت تعني نسبة المقاطعة المرتفعة مؤشرًا سلبيًا للأحزاب وقوى السلطة؟ يقول: “إنّها تُعطي إشارةً سلبية، لكن طالما هي في حدود الـ 40 في المئة تبقى نسبة مقبولة”.
بدوره، يتساءل مدير عام شركة “ستاتستيكس ليبانون” ربيع الهبر، “من لم يستطع التوحّد، لماذا يدعو الناس إلى عدم المشاركة في الانتخابات؟”، قائلًا لـ “هنا لبنان”: “في النهاية ما يختاره المواطنون سيمثّل إرادتهم”.
ويجزم الهبر أنّ “الانتخابات ستجري في موعدها وستكون المشاركة طبيعية فيها”، رافضًا التحدّث عن أي دعوة إلى المقاطعة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نبيل مملوك.. صحافي تحت تهمة “الرأي المخالف” | استهداف الجيش وقائده في غير محلّه.. “اتهامات سطحية لدواعٍ سياسية” | إسرائيل “تنهي الحياة” في القرى الحدودية.. ما الهدف من هذا التدمير الممنهج؟ |