سعر صرف الدولار إلى ارتفاع.. وعودة العلاقات اللبنانية الخليجية غير كافية للجمه!
كتبت ليا سعد لـ “هنا لبنان”:
تعود المياه إلى مجاريها مع دول الخليج واحدة تلو الأخرى، فبعد عودة السفير السعودي وليد البخاري إلى لبنان، أعلنت دولة الكويت عن إعادة فتح إعطاء التأشيرات إلى اللبنانيين، إضافة إلى الحديث عن إعادة التبادل التجاري بين لبنان والسعودية. فكيف سيكون تأثير عودة هذه العلاقات على الاقتصاد اللبناني؟ وهل سنشهد انخفاضًا في سعر صرف الدولار؟
عن هذه الأمور وسواها، أوضح الخبير المالي والاقتصادي بيار الخوري لـ “هنا لبنان”، أن عودة سفراء دول الخليج هو شيء إيجابي طبعًا، لأنّ ما حصل في العام الماضي أي عام ٢٠٢١، من انقطاع للعلاقات الدبلوماسية والتبادل التجاري بين لبنان ودول الخليج أثّر سلبًا على لبنان.
حذر الخوري من عدة أمور، أولها الرهان على عودة الخليجيين إلى لبنان بهدف إعادة ضخ الدولار في نظام النقد اللبناني، ما يستبعده استبعادًا كبيرًا ممّا قد لا يكون بالأمر المفيد، لأنه سيرجعنا إلى النظام الاقتصادي القديم، أي ضخ الأموال في نظام متهالك وإطاره المالي غير مستدام.
وعن الفرق الشاسع بين سعر صرف الدولار في السوق السوداء وسعر منصة صيرفة، أكد أن كل عناصر الأزمة لا تزال موجودة، هذا ما يؤكده هذا الفرق خصوصًا وأن سعر منصة صيرفة شهد ارتفاعًا في الأيام الماضية.
وأضاف أن منحى سعر صرف الدولار تصاعدي، على الرغم من المراهنة على تعميم مصرف لبنان الذي سيخفف من جنون سعر الدولار لحين الانتخابات النيابية، ولكن ضغط السيولة بالعملات الأجنبية لم يسمح بهذا الشيء.
وأوضح الخوري، أنه ولدى صدور تعميم مصرف لبنان، تجاوب معه المواطنون، ولكن بعد الأزمة الأوكرانية الروسية، تراجع التداول بالعملات الأجنبية وبات المواطنون لا يصرفون من ادخاراتهم بالعملات الأجنبية إلا الضروري.
وأردف الخوري أن الاقتصاد اللبناني هو بحالة انكماش كامل، وكل هذه العناصر لا تبشر أننا سنخرج من الدوامة المالية التي كنا نغرق بها منذ العام الماضي بعد انقطاع العلاقات اللبنانية الخليجية، ولكن بالطبع الوجود الخليجي يساعد بالخروج منها ولكنه لا يدل على حل للأزمة الاقتصادية اللبنانية، لأنّ مفتاح الحل ليس لدى الخليج، بل هو بإعادة هيكلة الاقتصاد اللبناني بأكمله وعلى رأسه إعادة هيكلة القطاع النقدي والمالي.
وأيضًا التفاوض مع صندوق النقد الدولي هو من أهم العوامل التي ستحدد قعر الأزمة الذي علينا أن ننطلق منه لوجود حلول للخروج من الازمة.
وختم الخوري حديثه بدعوة اللبنانيين للحفاظ على احتياطهم النقدي ومدخراتهم، هذا الأمر الغريزي باللبنانيين الذين تمسكوا بالذهب ومدخراتهم أيام الحرب.
إذًا، عودة العلاقات اللبنانية الخليجية إلى مجاريها خصوصا قبل الانتخابات النيابية أمر أقل ما يقال عنه مدروس، ولكن، هل سنعود لنشهد خضات دبلوماسية واقتصادية مع الخليج، أم سيدرس السياسيون خطواتهم الدبلوماسية أكثر وأكثر في الفترة المفصلية المقبلة؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
الأدوية المنتهية الصلاحية.. خطر كبير يهدد مرضى السرطان! | بعد كورونا والكوليرا.. الحصبة: تهديد جديد للبنان؟ | مهنة صيد الأسماك مهددة بالتوقف… والكوليرا أحد الأسباب؟ |