عمليات الاختفاء تؤرق الرأي العام.. والجرائم ترتفع 306%
كتبت نايلة المصري لـ “هنا لبنان”:
قد لا يمرّ يوم من دون أن يكون هناك أكثر من بيان لقوى الأمن الداخلي يعلن عن فقدان شخص في مناطق لبنانية كثيرة، من دون معرفة ملابسات هذا الاختفاء. هذه الظاهرة التي تكاثرت في الآونة الأخيرة، أعادت موضوع الأمن إلى الواجهة. إذ ممّا لا شكّ فيه أنّ التداعيات الاقتصادية لما نعيشه، سببت إلى حدٍّ كبير تأثيرات نفسية سلوكية على تفاصيل حياة المواطنين، بناءً على فرضية اجتماعية نفسية تقوم على فكرة أنّ الانهيار الأخلاقي، هو ترجمة حتمية لواقع الانفلات الأمني والانهيار الاقتصادي والتحدي المعيشي بالدرجة الأولى، وهو ما شهدناه مراراً.
هذا الموضوع دفعنا إلى التوجه إلى قوى الأمن الداخلي، للسؤال حول هذا الأمر، والأسباب الكامنة وراء هذه الأحداث، فكان الرد الأول من مسؤول العلاقات العامة في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي العقيد جوزيف مسلم الذي أكد أن هذا الأمر لا يقف خلفه أيّ شبكات أو عصابات، مشيراً إلى أنّه وبعد التحقيقات والمتابعة للصور المعمّمة من قبلنا ولاسيما القصّر، تبيّن أنّ حالات الفقدان أتت نتيجة عدة اسباب، منها: خلافات شخصيّة وعائلية، البحث عن عمل، بقصد الزّواج، أمراض نفسيّة، وغيرها.
وإذ طمأن مسلم عبر “هنا لبنان” على أن لا وجود لأي سبب أمني وراء أي منها، أكد أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تمر بها البلاد كانت السبب الأساسي في ارتفاع عمليات الهروب من المنزل، مطمئناً أنّ العديد من الأشخاص الذين يتم التبليغ عن اختفائهم يعودون إلى المنزل بعد وقت، إضافة إلى من يعانون من مشاكل نفسية وعقلية، في حين أن عددًا آخر قد يتوفى نتيجة حوادث سير، إلا أن هذا العدد قليل جداً.
وشدد مسلم على أنّ القوى الأمنية على أهبة الاستعداد دوماً لضبط الأمن، والمحافظة على استقرار البلاد لا سيما في هذه الفترة من السنة، ولمناسبة الأعياد، منعاً للإخلال بالأمن، مؤكداً أنّ القوى الأمنية لم تتوانَ يوماً في القيام بواجبها تجاه المواطنين، وأجهزتها تعمل دوماً على حلّ جميع بلاغات البحث عن أي مفقود على الأراضي اللبنانية.
أما في ما يتعلق بأرقام الأحداث الأمنية في لبنان، فتشير الأرقام الصادرة عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي إلى ارتفاع كبير في عدد جرائم السرقة والقتل خلال الفترة الماضية، إذ خلال الأشهر الثلاث الأولى من العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي ارتفعت جرائم سرقة السيارات بنسبة 26.2% وجرائم السرقة بنسبة 21.2% والقتل بنسبة 15%.
وفي مقارنة مع الأشهر الثلاث الأولى من العام 2019 نتبين ارتفاعاً في جرائم السرقة بنسبة 306%.