النائب المرشّح… وعباءة الموت
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
في تصرّف أقلّ ما يُقال عنه إنّه غير أخلاقي، نشر النائب فيصل كرامي، على صفحته على فايسبوك، بعد منتصف ليل السبت الأحد، خبراً عنوانه “عائلات طرابلسيّة تلبس كرامي عباءة الممانعة”.
حصل هذا الأمر في وقت كانت طرابلس مفجوعة بخبر غرق زورق على متنه حوالى ٦٠ شخصاً.
كيف يمكن لكرامي، أو لمشغّل صفحته، أن يكون بهذا اللاوعي؟ ألم يكن هذا الخبر السخيف ينتظر حتى جلاء مصير من كانوا على الزورق؟ أمّ أنّ الانتخابات وتفاهاتها لها الأولويّة على كلّ شيء، حتى على الإنسانيّة؟
وهل يُعقل أنّ نائباً ومرشّحاً ينشر، ونحن، للتذكير، في العام ٢٠٢٢، خبراً عن مبايعة؟ وكيف يبايع الناس، ومنهم الفقير والمحتاج والجائع والعاطل عن العمل، نائباً يمثّلهم منذ سنوات، ولم يفعل شيئاً حتى الآن. فعلاً لا شيء. وهو مثله مثل كثيرين في دوائر عدّة، لم يحقّقوا أيّ إنجاز ولم يقفوا يوماً إلى جانب الناس، ومع ذلك يترشّحون ويعدون بالتغيير.
إنّ هذه الانتخابات النيابيّة تشهد ظواهر عدّة، غالبيّتها سيئة، خصوصاً في طرابلس.
وفي الأمس أيضاً، سرق مواطنون كراسي مهرجان انتخابي لأنّ المرشّح لم يدفع لهم. فكيف سنبني بلداً بهذه الذهنيّة، بل بهذا الانحطاط؟
وهل يسأل الناس: لم هرب ٦٠ مواطناً بطريقة غير شرعيّة، ومنهم من قضى ومنهم من نجا؟ هل لأنّ نوّابهم أمّنوا لهم حياةً كريمة؟ أم لأنّ الهمّ الوحيد للنواب هو تأمين مبايعتهم من قبل مواطنين تعبّدوا للزعيم؟
فيصل كرامي مثلٌ، وهناك أمثلة كثيرة. ونأسف أنّ مثل هذا السلوك المشين لن يؤدّي إلى خسارته صوتاً واحداً. فالناس تبايع. تبايع “مين ما كان”، حتى من أوصلها إلى فقرٍ وجوعٍ وانهيار…
مواضيع مماثلة للكاتب:
ارتفاع إضافي بالدولار.. هكذا افتتح صباحا في السوق السوداء | الجيش: عمليات دهم في دار الواسعة | ما سرّ خاتم الملك الذهبي؟ |