بارقة أمل تلمع أمام مستقبل الشباب اللبناني.. فما هي تفاصيل القروض الجديدة من مصرف الإسكان؟
كتبت ريتا عبدو لـ “هنا لبنان” :
قد يكون أكثر ما دفع الشباب اللبناني إلى الهجرة بحثاً عن فرص عمل أفضل، هو إقفال المؤسسة العامة للإسكان وانعدام فرص شراء شقة متواضعة وتكوين أسرة… فماذا ننتظر من بلد يحرم أبناءه من أبسط حقوقهم؟ ومنذ بداية الأزمة الاقتصادية ولبنان يخسر خيرة شبابه المثقفين والطموحين، فيسافرون هجرة بعيدة من دون التفكير بالعودة. ويستمر هذا النزف الخطير في الازدياد يوماً بعد يوم… أما اليوم، ومع إعلان مصرف الإسكان عن بدء العمل على مشروع قروض سكنية تدعم الشباب لشراء شقة أو ترميم منزل، تلمع بارقة أمل جديدة، وحلم بدأ يأخذ مساره في التحقق! ففي هذه الخطوة، دعم معنوي ومادي لكل شاب وصبية متمسّكين ببلدهم، ومصرّين على البقاء والاستمرار رغم كل الظروف الصعبة، فقروض مصرف الإسكان موجّهة لفئة الدخل المحدود وليس للميسورين منهم. ما هي إذاً شروط الحصول على قرض من مصرف الإسكان؟
كلّ التفاصيل عن هذا الموضوع أطلعنا عليها رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لمصرف الإسكان السيد أنطوان حبيب، في مقابلة خاصة لموقع “هنا لبنان”.
وقد صرّح حبيب أن مصرف الإسكان يعمل حالياً على مشروع منح قروض سكنية لذوي الدخل المحدود، في مناطق الريف وليس في المدن، هدفه مساعدة الشباب على شراء شقق سكنية أو إعادة ترميم منزل، أو حتى الحصول على قروض لتركيب الطاقة الشمسية.
وبالنسبة لشروط الحصول على هذا القرض، من الضروري أن يبرز المقترض سند الملكية أو أي مستند عن عقد اتفاق مع صاحب الشقة المنوي شراؤها، إضافة إلى ورقة تكشف عن المدخول الشهري مع أو بدون كفيل.
ويستوجب القرض تأمين المقترض ثلث مدخول دخل العائلة (أي الشاب + الصبية معاً، مع أو بدون دعم من الأهل مثلاً) أي مجموع الدخل الشهري. بكلام آخر، أن يوازي القسط الشهري راتب المقترض وراتب زوجته أو الكفيل، ثلث راتب المقترض، أو راتبه + راتب زوجته.
كذلك، قيمة القرض تصل إلى مليار ليرة لبنانية لشراء سكن. ومدة سداده، في حال شراء مسكن، تصل إلى 30 سنة بالليرة اللبنانية أما قرض الترميم يصل إلى 400 مليون ليرة، ومدة سداده تصل إلى 10 سنوات. وفي الحالتين، تبلغ الفائدة 5% مدعومة.
ويشدد مدير مصرف الإسكان، على أن هذا القرض يتوجه إلى الشباب ذوي المدخول المحدود، ليس الميسورين منهم. وفي مقابل المصارف الأخرى التي تقوم باستيفاء القروض، يقوم مصرف الإسكان “عكس التيار” بمنح القروض، وجزء منها هو من أموال خاصة.
وعن موعد البدء بمنح هذه القروض، أكد حبيب أن القرض يصبح ساري المفعول، بعد الاستحصال على موافقة الحكومة وبعض الوزارات بخصوص الفوائد كوزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة المالية. أي لا يمكن تحديد موعد ثابت حتى الآن.
وفي هذا السياق، قامت إدارة المصرف بإعادة تنظيمه، ليكون مستعداً في كل فروعه الموجودة في طرابلس والدورة وزحلة وصيدا والروشة وبيروت وقريباً ممكن أن يفتتح مصرف الإسكان مكاتب في جميع محافظات لبنان.
وفي لمحة عن تاريخ مصرف الإسكان، تأسّس بموجب قانون خاص، وهو مملوك 80% من القطاع الخاص الممثل بجمعية المصارف وجمعية شركات التأمين، وجمعية الصناعيين وجمعية التجار، ويدار هذا المصرف من قبل هذه الهيئات الخاصة. و20% من قبل الدولة. ولفت حبيب أن قرار المصرف وطريقة عمله هي نفسها كنظام القطاع الخاص، الذي يرتكز على خطة واضحة ويعمل على تنفيذها. وبالتالي المعاملة تكون أسهل لأن الإدارة تتّبع ذهنية القطاع الخاص.
وأكد حبيب أن مهمته هي الاستمرار بالمسيرة من أجل شباب لبنان ومن أجل الحد من هجرتهم، التي بدأها السيد جوزيف ساسين منذ عام 1983.
في السابق، استفاد مصرف الإسكان من قرضين من الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب قروض من بعض المصارف اللبنانية، ومن مصرف لبنان. أما اليوم، نتحدث عن قرض من الصندوق العربي وافقت عليه الدولة اللبنانية بقيمة 50 مليون دينار كويتي.
وفي هذا السياق، تمنى حبيب أن يستقر الوضع السياسي، وتعود العلاقات الأخوية بين لبنان ومجلس التعاون الخليجي، والسعودية تحديداً، والكويت كذلك التي دائماً كانت في طليعة منح قروض للبنان.
وأضاف: “نتأمل تلقّي التحويل المالي من الصندوق العربي قريباً، كي نستطيع توسيع القروض السكنية على الشباب اللبناني. ونستمر داىماً بالتواصل مع السفراء العرب. ودورنا كإدارة، هو السعي والتواصل الدائم مع المعنيين في هذا الموضوع، لتحريكه. وفي هذا السياق، تلعب الدولة اللبنانية دوراً كبيراً من الناحية السياسية لإعطاء لبنان ومواطنيه فرصة الحصول على هذا القرض. ولطمأنة الشباب، نقول أن قرض الإسكان اتُخذ فيه القرار، ولا رجوع عنه، لكن لا نستطيع بعد تحديد توقيت إطلاق مشروع القرض، وعند الوقت المناسب سنعلن عن بدء استلام الطلبات في الإعلام.”
مواضيع مماثلة للكاتب:
مساحات البناء المرخّصة تراجعت.. فهل يعاود القطاع نشاطه؟ | هاجس انقطاع الأدوية يرافق اللبنانيين… فهل من أزمة جديدة؟ | أشجار زيتون الجنوب من عمر لبنان… “قلوبنا احترقت عليها!” |