طالوزيان لـ “هنا لبنان”: السيادة لا تتحقّق لا بالأحلام ولا بالكلام بل بالمواجهة والعمل المستمرّ بهدف تغيير قدرنا بيدينا
كتب أنطوني الغبيرة لـ “هنا لبنان” :
ستة لوائح تتنافس في دائرة بيروت الأولى التي تضمّ الأشرفيّة، الرميل، المدوّر والصيفي؛ ويتنافس ضمن هذه اللّوائح تسعة وثلاثون مرشّحاً على ثمانية مقاعد. بينما يتنافس ثلاثة مرشّحون من الأرمن الكاثوليك على مقعدٍ واحدٍ ضمن هذه الدائرة. في الدورة الإنتخابيّة عام 2018 فاز بهذا المقعد العميد جان طالوزيان المرشّح المستقلّ قبل إنضمامه لفترة الى تكتّل الجمهوريّة القويّة وما لبث أن أعلن انسحابه من التكتّل.
بعد مضيّ أربعة سنوات على إنتخابه نائبًا للأمّة، ها هو اليوم إبن المدرسة الحربية العميد جان طالوزيان يتقدّم بترشيحه مرّة جديدة ضمن الدائرة نفسها.
تواصلنا في “هنا لبنان” مع النائب “جان طالوزيان” الّذي إعتبر أنّ هناك عدّة أسباب دفعته للترشح مرّة جديدة إلى الإنتخابات النيابيّة في ظلّ النقمة الشعبيّة على السياسيين. فالنقمة على السياسيين بالنسبة لطالوزيان لا تعني عدم ترشّح الأفراد للإنتخابات، فغياب الإنتخابات يؤدّي إلى غياب المؤسسات الدستورية من جهة. ومن جهةٍ أخرى أشار إلى أنّ هناك أفرادًا كثر من الناقمين على السياسيين قدّموا ترشّحهم للإنتخابات، غير أنّهم اختلفوا بين بعضهم. من هنا أتى ترشّح طالوزيان من جديد لمتابعة العمل السياسي بعيداً عن التسويات والمصالح الشخصيّة والمحاصصات التي أوصلت لبنان إلى هذه النتيجة.
وعند سؤاله عن ما إذا كان يعتبر الثورة محقّة وناجحة، اعتبر مرشّح دائرة بيروت الأولى أنّ الثورة محقّة جداً، وليتها بدأت من داخل المجلس النيابيّ خاصةّ مع النواب المعارضين للسلطة السياسيّة؛ غير أنّ التسويات بين القوى منعت هذا الأمر. وأضاف الثورة سُرقت وشوّهت صورتها من قبل أفراد، أحزاب سياسيّة ومنظمات… وشعار “كلّن يعني كلّن” هو شعار عام، والتعميم بحدّ ذاته هو طريقة خاطئة.
اختار “جان طالوزيان” أن يترشّح على لائحة “لبنان السيادة” وليس على لائحة “بيروت، نحن لها” أي لائحة القوات اللّبنانيّة رغم أنّه كان ضمن تكتلّ القوات سابقاً، كون لائحة “لبنان السيادة” هي الأقرب لمبادئه ولنظرته للبنان؛ وتضمّ اللائحة مرشحين تجمعهم مبادئ عدّة أهمها سيادة لبنان التي هي مدخل لمختلف الأمور المتبقية والعالقة.
وصف علاقته الشخصيّة بالجيّدة مع مختلف الأحزاب والشخصيات الأرمنية، إنّما سبب الخلاف السياسي يكمن بوجود بعض القيادات الحزبيّة الّتي تعمل خدمةً لمصالحها الشخصيّة على حساب الطائفة الأرمنية. اليوم كلّ أرمنيّ معني بحماية الطائفة الأرمنية في لبنان والمطالبة بحقوقها، وأثنى طالوزيان على ضرورة إلتزام الأفراد بالقوانين للمحافظة على حقوقهم بالإضافة إلى عملهم ومثابرتهم؛ بينما من الناحية الرسميّة سواءً مدنياً أو دينياً، من المفترض من ممثّلي الأرمن حماية الطائفة والمطالبة بحقوقها، لكن للأسف ليس هناك فقط تقصير بالعمل بل هناك جزء أداؤه مضرّ بالطائفة أكثر من أن يفيدها.
“اللّه يكون بعون الجيش اللّبنانيّ وكلّ المؤسسات الأمنيّة والإداريّة على الوضع الّذي يعيشونه”، هذه العبارة صرّح بها إبن المؤسسة العسكرية العميد جان طالوزيان بعد سؤاله عن رأيه بقوّة الجيش اللّبنانيّ اليوم.
في النهاية مرشّح دائرة بيروت الأولى على لائحة “لبنان السيادة” العميد جان طالوزيان وجّه رسالة لأبناء الأشرفيّة، المدوّر، الصيفي، الرميل واعتبر أنّ السيادة لا تتحقّق لا بالأحلام ولا بالكلام بل السيادة بحاجة إلى مواجهة وعمل مستمرّ وذلك بهدف القيام بتغيير قدرنا بيدينا. دعا طالوزيان الناخبين إلى الإقتراع وعدم مقاطعة الإنتخابات، والإقتراع للبنان الّذي يشبهنا. تابع رسالته للناخبين، نحن سنكمل معكم بعد الإنتخابات مثلما كنّا معكم قبل الإنتخابات.